توتر متصاعد.. أزمة اقتصادية تلوح في الأفق بين أمريكا والصين وتثير مخاوف عالمية
لا تزال الأزمة الاقتصادية تلوح في الأفق مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين، ما يعيد إلى الأذهان شبح الحرب التجارية التي أثرت بشكل كبير على الأسواق العالمية؛ فقد أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد تهدئة الجمعة بتغريدة عبر “تروث سوشيال” قال فيها: “لا تقلقوا بشأن الصين.. كل شيء سيكون على ما يرام”، عقب خسائر حادة شهدتها وول ستريت بسبب إعلان رسومات جمركية جديدة بنسبة 100% على بعض الواردات الصينية ردًا على ضوابط التصدير الصينية للمعادن النادرة.
تأملات في وضوح سياسة ترامب تجاه التوترات الاقتصادية مع الصين
رغم نبرة ترامب الأقل حدة، فإن المسار المستقبلي للعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لا يزال غامضًا، وتبقى ورقة الحرب التجارية مفتوحة بقوة كعامل رئيسي من عوامل التوتر العالمي؛ حيث تنتظر الأسواق العالمية، وخصوصًا وول ستريت، إشارات واضحة تحدد ملامح السياسة الاقتصادية القادمة، وسط توقعات بتسوية تجارية محتملة أو تصعيد جديد يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
رد فعل الصين القوي على الإجراءات الأميركية في ظل التوترات التجارية
ردت وزارة التجارة الصينية بحزم على تهديدات واشنطن، مؤكدة أن بكين لا ترغب في التصعيد لكنها مستعدة للرد بكل حزم إذا لزم الأمر، حيث قالت إن الولايات المتحدة أساءت استخدام ضوابط التصدير وتجاوزت حدود مفهوم الأمن القومي بشكل صارخ، مشددة على التزام الصين بمبدأ “عدم بدء الحرب، لكنها مستعدة للمواجهة في حال فرض عليها”، في رسالة واضحة تتمسك فيها بكين بحقها في الدفاع عن مصالحها الاقتصادية وسط الضغوط الأميركية.
مستقبل التوترات الأميركية الصينية بين التهدئة والاحتكاك قبل قمة كوريا الجنوبية
تشير تقارير إلى أن الخطوات الصينية مثل فرض قيود على تصدير المعادن النادرة تأتي ضمن استراتيجية مدروسة تهدف إلى دفع إدارة ترامب إلى ردود فعل متسرعة، وهو ما تحدث عنه كريستوفر جونسون، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والرئيس الحالي لمجموعة “استراتيجيات الصين”، الذي قال إن الرئيس الصيني شي جينبينغ يسعى لإظهار الجانب الأميركي بشكل متسرع أمام العالم، مستخدمًا هذه التحركات لمساعدة الصين على كسب نفوذ دبلوماسي قبل القمة المرتقبة بين الرئيسين في نهاية أكتوبر بكوريا الجنوبية. تحمل هذه القمة آمالًا في تخفيف النزاعات التجارية التي تؤثر على الاقتصاد العالمي، أسواق الطاقة، وسلاسل التوريد، وسط توقعات بأن اللقاء المباشر قد يوفر فرصة لخفض حدة التوترات المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.