الثأر أولها.. 3 عوامل تاريخية تشعل الأجواء وتجهز منتخب المغرب لمواجهة فرنسا في ليلة لا تُنسى
تتعدد عوامل تحفز منتخب المغرب أمام فرنسا في المواجهة المرتقبة ضمن نصف نهائي بطولة كأس العالم للشباب المقامة في تشيلي، حيث يسعى أشبال الأطلس لتحقيق إنجاز غير مسبوق بعد مسيرة لافتة شهدت الإطاحة بمنتخب الولايات المتحدة الأمريكية بنتيجة 3-1 في دور الثمانية، بينما وصل المنتخب الفرنسي إلى هذا الدور بفضل فوزه الصعب على النرويج بهدفين مقابل هدف واحد في مباراة تألق فيها نجمه سايمون بوابري.
الثأر الكروي: أول عوامل تحفز منتخب المغرب أمام فرنسا
تحمل هذه المباراة طابعًا ثأريًا خاصًا لدى الجماهير المغربية التي لم تنس بعد إقصاء منتخبها الأول على يد الديكة في نصف نهائي مونديال قطر 2022، فتلك المباراة التي انتهت بهزيمة أسود الأطلس تركت شعورًا بالمرارة بسبب بعض القرارات التحكيمية التي أثارت جدلًا واسعًا آنذاك، واليوم يحمل منتخب الشباب على عاتقه آمال أمة بأكملها تتوق لرد الاعتبار الكروي وتحقيق انتصار يمحو خيبة الأمل الماضية؛ ما يجعل الرغبة في الثأر من أهم عوامل تحفز منتخب المغرب أمام فرنسا لتحقيق إنجاز يظل محفورًا في الذاكرة.
فرصة كتابة التاريخ ضمن عوامل تحفز منتخب المغرب
يمثل التأهل للمباراة النهائية فرصة ذهبية لجيل الشباب المغربي لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، ففي حال تحقيق الفوز، سيصبح المغرب ثاني منتخب عربي يصل إلى نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا، مكررًا إنجاز منتخب قطر الذي بلغ النهائي في نسخة عام 1981 قبل أن يخسر اللقب أمام منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة قاسية بلغت ثلاثة أهداف نظيفة، ويُذكر أن أفضل إنجاز سابق للمغرب في هذه البطولة كان احتلال المركز الرابع في نسخة عام 2005 التي تفوقت فيها منتخبات البرازيل ونيجيريا والأرجنتين، وهو ما يمثل دافعًا إضافيًا للاعبين لتجاوز هذا السقف وتحقيق ما هو أفضل.
كسر عقدة المربع الذهبي كأحد أهم عوامل تحفز منتخب المغرب أمام فرنسا
يطارد أشبال الأطلس حلمًا كبيرًا يتمثل في فك عقدة الدور نصف النهائي التي لازمت الكرة المغربية في مختلف المحافل الدولية الكبرى خلال السنوات الأخيرة، فهذه العقدة لم تقتصر على فئة عمرية محددة بل شكلت عائقًا نفسيًا للمنتخبات المغربية، وهو ما يضيف بعدًا معنويًا كبيرًا للمواجهة القادمة، فالانتصار لا يعني فقط التأهل للنهائي بل يمثل أيضًا كسرًا لحاجز طالما وقف في طريق تحقيق الأمجاد، وتعد هذه الرغبة الجامحة في تجاوز الماضي من أبرز عوامل تحفز منتخب المغرب أمام فرنسا.
تتمثل هذه العقدة في سلسلة من الإخفاقات المؤلمة في المربع الذهبي، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- هزيمة منتخب الشباب في نصف نهائي مونديال 2005 أمام نيجيريا بثلاثية نظيفة.
- خسارة المنتخب الأول في نصف نهائي كأس العالم 2022 أمام فرنسا بهدفين دون رد.
- إقصاء المنتخب الأوليمبي من نصف نهائي أولمبياد باريس 2024 أمام إسبانيا بهدفين لواحد.
لذلك، فإن التغلب على فرنسا لا يمثل مجرد انتصار في مباراة كرة قدم؛ بل هو بمثابة إعلان عن ميلاد جيل جديد قادر على تجاوز العقبات النفسية وتحقيق طموحات الجماهير المغربية، وهذه المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق اللاعبين الشباب هي بلا شك أحد أقوى عوامل تحفز منتخب المغرب أمام فرنسا في هذه القمة المونديالية.
وبهذا الشكل، يدخل المنتخب المغربي مباراته وهو مدجج بدوافع قوية تتجاوز مجرد الرغبة في الفوز، لتشمل الثأر الرياضي، وكتابة التاريخ، وكسر عقدة نفسية طال أمدها، وكلها أسباب تجعل من هذه المواجهة معركة حاسمة بكل المقاييس.