إنجاز تاريخي.. مفاجآت لا تنتهي في عالم الساحرة المستديرة وقائمة أصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم تضم أسماء لم تتوقعها.

يثبت التاريخ دائمًا أن إنجاز الوصول للمونديال ليس حكرًا على الكبار، وتعتبر قصة أصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم مصدر إلهام فريد، ومؤخرًا نجح منتخب الرأس الأخضر في كتابة فصل جديد من هذه الإنجازات بعدما صنع التاريخ وخطف بطاقة التأهل للمونديال للمرة الأولى، وذلك بعد فوزه الحاسم على إسواتيني بثلاثية نظيفة، ليحسم صدارة مجموعته في التصفيات الأفريقية برصيد 23 نقطة، متفوقًا بفارق 4 نقاط عن منتخب الكاميرون العريق.

قائمة أصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم عبر التاريخ

يضع هذا الإنجاز منتخب الرأس الأخضر في مكانة تاريخية مميزة، حيث يُصنف كثاني أصغر دولة من حيث عدد السكان تنجح في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، ويأتي هذا التأهل المثير في ظل تعداد سكاني لا يتجاوز 525 ألف نسمة، وهو رقم يوضح حجم التحدي الذي تغلب عليه هذا الفريق ليحجز مقعده بين نخبة منتخبات العالم، ويقدم نموذجًا فريدًا في كيفية تحويل الموارد المحدودة إلى قوة دافعة لتحقيق أحلام كانت تبدو بعيدة المنال، ويؤكد أن الشغف والإصرار هما المحرك الأساسي وراء النجاح في عالم كرة القدم، مما يضع الرأس الأخضر على خريطة أصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم بجدارة.

أيسلندا تحطم الأرقام القياسية كأصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم

تحتفظ أيسلندا بالرقم القياسي كأصغر دولة على الإطلاق تشارك في المونديال، حيث تأهلت إلى نسخة روسيا 2018 بتعداد سكاني مذهل لم يتجاوز 350 ألف نسمة، ورغم قلة عدد سكانها، إلا أن المنتخب الأيسلندي قدم أداءً مشرفًا وترك بصمة لا تُنسى في مشاركته الوحيدة، فقد تمكن من حصد نقطة ثمينة بالتعادل الإيجابي 1-1 مع منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي في المباراة الافتتاحية، ورغم خسارته في المباراتين التاليتين أمام نيجيريا بنتيجة 0-2 وكرواتيا بنتيجة 1-2، إلا أن مشاركته ظلت مثالًا ملهمًا يعزز مكانة أصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم في ذاكرة الجماهير.

نماذج ملهمة لدول صغيرة كتبت تاريخها في المونديال

تضم قائمة أصغر الدول المتأهلة إلى كأس العالم أسماء أخرى تركت بصمتها، فمنتخب باراغواي شارك في النسخة الأولى من كأس العالم عام 1930 في أوروغواي بتعداد سكاني لم يكن يتجاوز المليون نسمة آنذاك، مما يجعله ثالث أصغر المشاركين تاريخيًا، وعلى الرغم من أن عدد سكانها الحالي يقارب 6.5 مليون نسمة، وتستعد لمشاركتها التاسعة في 2026، إلا أن بدايتها تظل شاهدة على إمكانية تحقيق المستحيل، كما قدم منتخب ترينداد وتوباغو قصة نجاح مماثلة بتأهله إلى مونديال ألمانيا 2006 بتعداد سكاني بلغ مليونًا و300 ألف نسمة فقط، حيث استطاع تحقيق تعادل سلبي مع السويد قبل أن يخسر أمام إنجلترا وباراغواي، بينما سجل منتخب أيرلندا الشمالية حضوره الأول في مونديال 1958 بتعداد سكاني لم يتجاوز مليونًا و400 ألف نسمة، وكرر هذا الإنجاز مرتين أخريين في 1982 و1986.

  • أيسلندا (2018): 350 ألف نسمة.
  • الرأس الأخضر (2026): 525 ألف نسمة.
  • باراغواي (1930): أقل من مليون نسمة.
  • ترينداد وتوباغو (2006): 1.3 مليون نسمة.
  • أيرلندا الشمالية (1958): 1.4 مليون نسمة.

تظل هذه المشاركات التاريخية دليلًا حيًا على أن العزيمة والتنظيم السليم يمكنهما التغلب على أي تحديات ديموغرافية، مما يفتح الباب أمام الدول الصغيرة الأخرى في جميع أنحاء العالم لتحقيق أحلامها الكروية الكبرى يومًا ما.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.