مشهد مهيب.. شخصيات بارزة ومواطنون يؤدون صلاة الوداع للأمير الوليد في جنازة حزينة.
أُديت عصر اليوم الأحد صلاة الميت على الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض، في حدث مهيب تقدمه الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة الرياض، وسط حضور كبير من الأمراء والمسؤولين والمواطنين الذين اجتمعوا لتوديع الفقيد المعروف بلقب “الأمير النائم” إلى مثواه الأخير.
تفاصيل أداء صلاة الميت على الأمير الوليد بن خالد
شهد جامع الإمام تركي بن عبدالله في العاصمة الرياض لحظات خاشعة أثناء إقامة صلاة الميت على الأمير الوليد بن خالد، حيث توافدت جموع غفيرة من المشيعين للمشاركة في وداعه الأخير، وقد أمّ المصلين نائب أمير منطقة الرياض، الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز، في مشهد يعكس مكانة الفقيد وأسرته، كما حضر الصلاة عدد من أصحاب السمو الأمراء وكبار المسؤولين في الدولة إلى جانب أعداد كبيرة من المواطنين، الذين عبروا عن حزنهم العميق ومواساتهم لأسرة الفقيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وقد سادت أجواء من الحزن والأسى المكان، ممزوجة بالدعوات الصادقة للراحل بالرحمة والمغفرة.
رحلة الأمير النائم التي انتهت بعد عشرين عاماً
عُرف الأمير الراحل بلقب “الأمير النائم”، وهي قصة إنسانية فريدة تابعها الكثيرون على مدار عقدين من الزمن، ففي عام 2005، تعرض لحادث مروري مأساوي أدخله في غيبوبة عميقة لم يفق منها أبدًا، وظل طوال هذه المدة التي امتدت لعشرين عامًا تحت الرعاية الطبية الفائقة، حيث تشبثت عائلته بأمل شفائه وعودته إلى الحياة، وقد أصبحت قصته رمزًا للصبر والأمل، حيث حرص والده الأمير خالد بن طلال على توفير كل سبل الرعاية له، رافضًا فكرة نزع الأجهزة الطبية عنه ومؤمنًا بحدوث معجزة إلهية، لكن إرادة الله شاءت أن تنتهي هذه الرحلة الطويلة بوفاته عن عمر يناهز 36 عامًا، لتُختتم بذلك فصول من المعاناة والأمل وتتحول إلى ذكرى مؤثرة في قلوب محبيه.
حشود مهيبة تشارك في وداع الأمير الوليد بن خالد
عكست الحشود الكبيرة التي شاركت في صلاة الميت على الأمير الوليد بن خالد مدى التعاطف والتأثر بقصته الإنسانية، فلم يقتصر الحضور على أفراد العائلة المالكة والمسؤولين فحسب، بل امتد ليشمل جموعًا من المواطنين الذين أرادوا التعبير عن تضامنهم مع عائلة الفقيد في مصابهم الجلل، وقد جسدت هذه المشاركة الواسعة قيم التراحم والتكافل التي يتميز بها المجتمع السعودي، حيث تحولت قصة “الأمير النائم” إلى قضية إنسانية عامة، لمست قلوب الكثيرين الذين تابعوا حالته الصحية على مر السنين ودعوا له بالشفاء، واليوم اجتمعوا لتوديعه والدعاء له بالرحمة، مما يعكس الأثر العميق الذي تركته قصته في نفوس الناس.
انتهت رحلة المعاناة الطويلة للأمير الشاب، وبقيت قصته تذكيرًا بقدرة الإنسان على الصبر والتمسك بالأمل، حتى في أصعب الظروف وأكثرها قسوة.