ظهور جديد .. من البيت الأبيض إلى سيناء.. إنفانتينو رفيق ترامب يواصل ملاحقة الأحداث الكبرى في قمة شرم الشيخ.
تُبرهن علاقة رئيس الفيفا بالسياسة الدولية على تحول كبير في دور المؤسسات الرياضية العالمية، وهو ما تجلى بوضوح بعد الحضور غير المتوقع للسويسري جياني إنفانتينو في قمة شرم الشيخ للسلام، فوجوده بين قادة وزعماء العالم في حدث سياسي رفيع المستوى، يهدف لإنهاء الصراع في غزة، أثار موجة من التساؤلات حول طبيعة هذا التقارب وحدوده.
تفاصيل حضور إنفانتينو قمة شرم الشيخ للسلام
لم يكن حضور جياني إنفانتينو مجرد مشاركة شرفية، بل جاء في سياق قمة دولية استضافتها مصر بهدف توقيع اتفاق سلام تاريخي وتنسيق جهود وقف الحرب في غزة، وشملت أجندة القمة بنودًا حساسة تتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ووضع خطط لإعادة الإعمار، وقد تصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائمة الحاضرين إلى جانب العديد من القادة العالميين، مما جعل وجود رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في هذا المحفل السياسي البحت حدثًا محوريًا يسلط الضوء على تزايد تشابك الرياضة مع السياسة، ويفتح الباب أمام فهم أعمق لأبعاد علاقة رئيس الفيفا بالسياسة الدولية وتأثيرها الممتد.
ما سر علاقة رئيس الفيفا بالسياسة الدولية وظهوره المتكرر؟
إن ظهور إنفانتينو في شرم الشيخ ليس حدثًا معزولًا، بل هو حلقة جديدة في سلسلة لقاءاته ومشاركاته السياسية التي تكررت بشكل لافت، خصوصًا إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الرجلان معًا في مناسبات بعيدة كل البعد عن ملاعب كرة القدم؛ حيث سبق لإنفانتينو حضور مراسم تنصيب ترامب لولايته الثانية في يناير الماضي، كما رافقه في زيارته إلى السعودية في مايو، بالإضافة إلى لقاءات متعددة جمعتهما في البيت الأبيض، وتشير التقارير الصحفية إلى وجود علاقة قوية ومتينة بينهما، وأن ترامب يُعتبر من أبرز الداعمين للاتحاد الدولي لكرة القدم، لدرجة أنه حضر معه المباراة النهائية لكأس العالم للأندية عام 2025، وهو ما يؤكد أن علاقة رئيس الفيفا بالسياسة الدولية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيته لإدارة المنظمة الكروية الأكبر في العالم.
مباحثات رئيس الفيفا في مصر على هامش القمة السياسية
على هامش حضوره السياسي، كان لإنفانتينو أجندة رياضية واضحة في مصر، حيث استقبله أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة المصري، الذي رحب به بحفاوة وأشاد بعمق التعاون القائم والمثمر بين الوزارة والاتحاد الدولي، ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الوزارة، فإن اللقاء لم يكن بروتوكوليًا فحسب، بل تناول محاور استراتيجية لتعزيز الشراكة بين الطرفين، وهو ما يوضح كيف يمكن استثمار علاقة رئيس الفيفا بالسياسة الدولية لخدمة الأهداف الرياضية، وركزت المباحثات على عدة نقاط أساسية تهدف إلى تطوير المشهد الرياضي في مصر، أبرزها:
- برامج تطوير قطاعات الناشئين وإعداد المواهب الشابة.
- مبادرات تمكين الشباب في مختلف المجالات الرياضية.
- خطط دعم كرة القدم النسائية وتوسيع قاعدة ممارستها.
- تطوير البنية التحتية الرياضية بما يتوافق مع طموحات مصر لاستضافة كبرى البطولات الدولية.
ويعكس هذا الاجتماع توجهات الدولة المصرية نحو تعظيم الاستثمار الرياضي، واستغلال علاقاتها الدولية لتعزيز مكانتها كوجهة رياضية عالمية، وهو ما ينسجم تمامًا مع الرؤية التي يتبناها رئيس الفيفا.
الزيارة كشفت عن وجهين لإنفانتينو؛ أحدهما سياسي يشارك في صناعة السلام، والآخر رياضي يسعى لتطوير اللعبة، مما يوضح أن حدود العلاقة بين كرة القدم والسياسة تتلاشى تدريجيًا تحت قيادته.