جمع غفير.. لا موضع لقدم في آخر جمعة قبل موسم الحج والحرم المكي يتزين لاستقبال ضيوف الرحمن.
شهدت ساحات المسجد الحرام آخر جمعة قبل موسم الحج توافد أعداد غفيرة من المصلين والمعتمرين القادمين من شتى بقاع الأرض، حيث امتلأت الأروقة والمصليات والساحات الخارجية بضيوف الرحمن في مشهد إيماني مهيب، وقد عمت الأجواء الروحانية المفعمة بالسكينة والخشوع، بينما نُقلت شعائر الصلاة على الهواء مباشرة عبر قناة القرآن الكريم لتعم بركتها العالم الإسلامي.
استعدادات متكاملة في الحرم المكي لاستقبال آخر جمعة قبل موسم الحج
في إطار التحضيرات المبكرة والمكثفة، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن رفع مستوى جاهزيتها التشغيلية إلى الدرجة القصوى، حيث تم تعزيز الطاقات البشرية والتقنية وتفعيل كافة الخطط الميدانية لضمان تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، كما عملت الرئاسة على زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، بما يشمل جميع المصليات والممرات والساحات، بهدف ضمان انسيابية حركة الحشود وتسهيل وصولهم إلى صحن المطاف والمسعى، الأمر الذي يعكس حجم الجهود المبذولة لإنجاح آخر جمعة قبل موسم الحج وتهيئة الأجواء لاستقبال الحجاج.
تسهيلات مخصصة لذوي الإعاقة خلال آخر جمعة في الحرم المكي
حرصاً على تلبية احتياجات جميع الفئات القاصدة لبيت الله الحرام، أولت الرئاسة اهتماماً خاصاً بالأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تم تخصيص مجموعة متكاملة من الخدمات التي تضمن لهم أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وقد شملت هذه التجهيزات العديد من التسهيلات النوعية التي تبرز العناية الفائقة بهذه الفئة الغالية، ومن أبرزها:
- مسارات ومصليات مجهزة بالكامل لتسهيل حركتهم وتنقلهم.
- توفير مصاحف مطبوعة بلغة برايل للمكفوفين وضعاف البصر.
- أقلام قارئة إلكترونية وحوامل مصاحف مرنة وعملية.
- ترجمة فورية لخطب الجمعة إلى لغة الإشارة من قبل مترجمين متخصصين.
- عربات كهربائية ويدوية متاحة لتيسير الطواف والسعي.
وتأتي هذه الخدمات لتؤكد على شمولية الرعاية المقدمة لضيوف الرحمن، بحيث يتمكن الجميع من عيش تجربة روحانية متكاملة خلال آخر جمعة قبل موسم الحج وفي جميع أوقات زيارتهم، وهو ما يعزز من راحتهم ويساعدهم على أداء العبادات بخشوع وطمأنينة.
أهمية بطاقة “نسك” لتنظيم الحجاج مع اقتراب موسم الحج
من جانبها، أكدت وزارة الحج والعمرة على الأهمية البالغة لبطاقة “نسك” التي تُعد الوثيقة التعريفية الرسمية الوحيدة المعتمدة للحاج النظامي في المشاعر المقدسة، وشددت الوزارة على ضرورة حمل جميع الحجاج للبطاقة، سواء بنسختها الورقية أو الرقمية، طوال فترة تواجدهم لأداء المناسك، فهذه البطاقة ليست مجرد إثبات هوية، بل هي المفتاح الأساسي الذي يمكن الحاج من التنقل بين المشاعر المقدسة والاستفادة من كافة الخدمات الميدانية المقدمة له خلال رحلته الإيمانية في موسم الحج.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن إبراز بطاقة “نسك” عند طلبها من قبل المنظمين يساهم بشكل مباشر في تسهيل الإجراءات الميدانية، ويرفع من مستوى الأمان والتنظيم، ويضمن التزام الجميع بخطط التفويج والحركة المعتمدة، ودعت الحجاج إلى عدم التنقل بدونها لتجنب أي تعطيل أو إرباك قد يؤثر على رحلتهم، حيث إن الالتزام بهذه التعليمات يضمن تجربة حج سلسة ومنظمة، ويعكس وعي الحاج ومساهمته في إنجاح هذا الحدث الإسلامي العظيم الذي يتطلب أعلى درجات التعاون.
وتتواصل جهود جميع الجهات المعنية بتنظيم شؤون الحج على قدم وساق، حيث تعمل الفرق الميدانية بشكل مكثف لضمان موسم حج استثنائي يراعي أعلى معايير السلامة والراحة والتنظيم، وذلك في ظل التوقعات باستقبال أعداد مليونية من الحجاج القادمين من داخل المملكة وخارجها لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.