التوتر يتصاعد.. التصعيد التجاري الأمريكي-الصيني يكشف فصلًا جديدًا من ازدواجية المعايير ويشعل الأسواق

تتواصل التصعيدات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وسط تبادل تهديدات ورسوم جمركية، في حين تبرز جدلية ازدواجية المعايير التي تضاعف من تعقيد الأزمة الاقتصادية بين القوتين العالميتين.

أبعاد التصعيد التجاري الأمريكي الصيني وتأثيراته الاقتصادية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تسعى لمساعدة الصين وليس لإلحاق الضرر بها، رغم توجيهه سابقًا تهديدات بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصادرات الصينية؛ ما يعكس تعقيدات محاولة واشنطن إدارة النزاع التجاري دون دفع الاقتصاد العالمي نحو الركود. تهديدات ترامب التي أطلقها الجمعة تشمل إمكان إلغاء لقائه المقرر مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين وتراجع أسواق الأسهم في وول ستريت، إذ تسود حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات التجارية.

ترامب أوضح عبر منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال” أنه يحترم الرئيس الصيني ويود تفادي وقوع بلاده في حالة كساد اقتصادي، بينما أعلنت وزارة التجارة الصينية أن هذه التهديدات تعكس ازدواجية معايير واضحة، مؤكدة أن فرض رسوم جمركية متكررة ليس طريقة صحيحة للتعامل مع الصين. حالياً، تخضع المنتجات الصينية إلى رسوم جمركية أمريكية بنسبة 30%، في حين ردت الصين بفرض رسوم نسبتها 10% على السلع الأمريكية.

  • تتصاعد التوترات في حرب الرقائق التكنولوجية بين واشنطن وبكين، مما يزيد من تعقيد العلاقات الاقتصادية
  • تتجه صادرات الملابس الصينية نحو الأسواق الأوروبية، متأثرة بالتشديدات الأمريكية على الاستيراد

قضية المعادن النادرة وتأثيرها على النزاع التجاري الأمريكي الصيني

تُعتبر المعادن النادرة إحدى النقاط الخلافية المحورية في المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، حيث تلعب دورًا حاسمًا في تصنيع مجموعة واسعة من المنتجات، من الهواتف الذكية إلى المركبات الكهربائية والتقنيات العسكرية، إضافة إلى تكنولوجيا الطاقة المتجددة. تهيمن الصين بشكل كبير على الاستخراج والمعالجة العالمية لهذه العناصر، وفرضت مؤخرًا ضوابط جديدة على تصدير التكنولوجيا المستخدمة في التعدين والمعادن الحيوية، ما زاد من التوتر بين الطرفين.

هذه الخطوة أثارت ردود فعل في واشنطن التي تنظر إلى القيود الصينية كتكتيكٍ لتعزيز تفوقها الاستراتيجي، في حين ترى بكين أن الضوابط ضرورية لحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية، خصوصًا في ظل التصعيد العسكري والتنافس الدولي على الموارد النادرة.

تعثر الحوار وتأجيل الاتصالات بين واشنطن وبكين أمام ازدواجية المعايير

كشف الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير أن واشنطن حاولت إجراء اتصال هاتفي مع الصين عقب إعلان بكين عن توسيع قيود تصدير المعادن الاستراتيجية، لكن بكين أرجأت اللقاء متهمة الولايات المتحدة بازدواجية المعايير، حيث لم تبلّغ واشنطن مسبقًا بهذه الخطوة. وأوضح جرير لبرنامج تلفزيوني أمريكي أن هذا التأجيل يجسد التوتر المتصاعد بين الدولتين رغم محاولات التواصل.

وسبق أن انتقدت الصين فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية جديدة، ووصفت ذلك بأنه مثال صارخ لازدواجية المعايير، مشددة على حقها في فرض قيود على صادرات المعادن الاستراتيجية دفاعًا عن مصالحها الأمنية. وأشارت الصين إلى الإجراءات الأمريكية مثل إدراج شركات صينية على قوائم الحظر وفرض رسوم على سفن صينية، كممارسات متبادلة تزيد من تعقيد العلاقة في ظل حرب تجارية بدأت مع بداية ولاية ترامب، وأثرت سلبًا على الأسواق المالية العالمية.

يرجح جرير أن تهدأ الأسواق قريبًا مع احتمال انعقاد لقاء بين ترامب وشي في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ الذي سيقام في كوريا الجنوبية، مما قد يشكل فرصة لإعادة الحوار نحو مسار أقل تصعيدًا، تحت ضغط توقعات المستثمرين والحاجة الملحة لاستقرار العلاقات بين الاقتصادين الأكبر في العالم.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.