الأسواق الأوروبية تتجاوز صدمة الرسوم الجمركية.. بفضل لهجة ترامب المرنة وانتعاش اقتصادي متوقع

شهدت الأسواق الأوروبية تعافياً تدريجياً بعد تعرضها لهزة قوية نتيجة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، خاصة مع لهجة ترامب المرنة التي خففت حدة المخاوف من تصاعد الرسوم الجمركية، مما انعكس إيجابياً على حركة الأسهم في بداية الأسبوع.

تأثير لهجة ترامب المرنة على الأسواق الأوروبية والرسوم الجمركية

مع تخفيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته العدائية تجاه الصين، شهد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ارتفاعاً بنسبة 0.4%، معوضاً جزءاً من خسائره التي تكبدها بعد إعلان ترامب عن احتمال فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، ردًا على القيود التي فرضتها بكين على تصدير المعادن الإستراتيجية؛ هذا التحول في الخطاب التجاري أزال بعض التوترات في الأسواق، وعزز التفاؤل بامتداد أجواء الاستقرار على الأسواق الأوروبية ووول ستريت، بعد انحسار خطر اندلاع حرب تجارية شاملة. ومع ذلك، يبقى الاستثمار متأثراً بعدم اليقين المحيط بالرسوم الجمركية؛ كما أوضح يواكيم كليمنت خبير الاستثمار في شركة بانمور ليبروم أن الصين تواصل بأسلوب حازم نشاطها التجاري مع الولايات المتحدة، مما يعود بدرجة كبيرة على تقلبات السوق الاقتصادية.

توازن الأسهم الأوروبية بين التوترات التجارية والأحداث السياسية المحلية

تداولت الأسهم الأوروبية دون بلوغ أعلى مستوياتها التي حققتها الأسبوع الماضي، رغم ارتفاع أسهم الذكاء الاصطناعي التي أثبتت قدرتها على جذب المستثمرين؛ وفي ظل تفاؤل بشأن احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية، توازنت هذه المعطيات مع الإضطرابات السياسية في فرنسا، حيث أعيد تعيين سيباستيان لوكورنو كرئيس للوزراء بعد استقالته قصيرة المدة. وبينما تتعرض الأسواق لتقلبات بسبب استمرار مخاوف تجدد الحرب التجارية، فقد وصل مؤشر الخوف في أوروبا إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين، مما يبرز مدى تعقيد المشهد الاقتصادي والسياسي وتأثيره المتبادل على استقرار الأسواق.

أبرز القطاعات والأسهم الأوروبية المتأثرة بتصارع الرسوم الجمركية والتوترات السياسية

شهد قطاع التكنولوجيا ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 1.8%، مدعوماً بمكاسب كبيرة في أسهم شركة إيه.إس.إم.إل، بينما اقترب مؤشر الموارد الأساسية من زيادة 3%، بفضل ارتفاع أسعار النحاس ووجود آمال في تخفيف التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين. كما سجل المؤشر الفرنسي كاك 40 مكاسب طفيفة بنسبة 0.2%، تزامناً مع إعادة تعيين الحكومة الفرنسية. وفي حركة طريفة داخل الأسهم، ارتفع سهم شركة بي.إس.آي للبرمجيات بنسبة 35.8%، مقترباً من أعلى مستوياته منذ عام 2021، وصعد سهم إكسوسينس بنسبة 10.5% بعد إعلان دخول شركة ثيون إنترناشونال اليونانية في عملية شراء حصة فرنسية؛ بينما خسر سهم ثيون إنترناشونال 1.3%. كذلك شهد سهم بيج يلو جروب ارتفاعاً بنسبة 15.4% بعد إعلان شركة بلاك ستون أوروبا دراسة عرض نقدي للاستحواذ على شركة التخزين الذاتي البريطانية.

القطاع نسبة الارتفاع أبرز الأسهم
التكنولوجيا 1.8% إيه.إس.إم.إل
الموارد الأساسية ≈ 3% النحاس
البرمجيات 35.8% بي.إس.آي للبرمجيات
أنظمة الرؤية الليلية 10.5% إكسوسينس
التخزين الذاتي 15.4% بيج يلو جروب

ساهم تحول لهجة ترامب في كسر حالة الذعر التي انتابت الأسواق الأوروبية إثر التهديدات الجمركية، لكن بقاء عوامل عدم اليقين المتعلقة بالرسوم والتوترات السياسية يواصل الضغط على حركة الأسهم، مما يستدعي مراقبة شديدة لتطورات المشهد التجاري والسياسي في المنطقة.

صحفية متخصصة في القضايا الاجتماعية وشؤون المرأة، تكتب بزاوية إنسانية تعكس نبض المجتمع وتسلط الضوء على التحديات والنجاحات في الحياة اليومية.