استعدادات كبرى .. السعودية تراقب الأجواء بالدرونز وتعلن عن توفير أكثر من مليوني مقعد لهذا السبب

تتواصل استعدادات المملكة لموسم الحج بوتيرة متسارعة، حيث كشفت وزارة النقل والخدمات اللوجستية عن خطة تشغيلية ضخمة تهدف إلى توفير تجربة نقل آمنة ومريحة لضيوف الرحمن، وتتضمن هذه الخطة زيادة كبيرة في الطاقة الاستيعابية لوسائل النقل الرئيسية وتوظيف أحدث التقنيات لضمان انسيابية الحركة بين المشاعر المقدسة، مما يعكس التزام السعودية بتطوير الخدمات المقدمة للحجاج سنوياً.

توسعة الطاقة الاستيعابية للنقل ضمن استعدادات المملكة لموسم الحج

في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها الجهات الحكومية، أعلن وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح بن ناصر الجاسر، خلال مؤتمر صحفي متخصص حول استعدادات المملكة لموسم الحج لهذا العام، عن رفع ملحوظ في القدرة التشغيلية لقطار الحرمين السريع، حيث تم توفير ما يزيد عن مليوني مقعد لخدمة الحجاج، وهو ما يمثل زيادة قدرها 400 ألف مقعد مقارنة بالموسم السابق، وتأتي هذه الخطوة لمواكبة الطلب المتنامي على خدمات النقل الحديثة وتسهيل حركة التنقل بين المدن المقدسة بكفاءة عالية، وبدوره، يلعب “قطار المشاعر” دوراً حيوياً في هذه المنظومة، إذ يمتلك قدرة استيعابية فائقة تمكنه من نقل ما يصل إلى 3 آلاف حاج في الرحلة الواحدة، وبطاقة إجمالية تصل إلى 72 ألف راكب في الساعة، مما يجعله ركيزة أساسية في تنظيم تدفق الحجيج وضمان سلاسة حركتهم.

توظيف التقنيات الحديثة لتعزيز تجربة ضيوف الرحمن

لم تقتصر استعدادات المملكة لموسم الحج على الجانب التشغيلي التقليدي، بل امتدت لتشمل تبني مجموعة واسعة من التقنيات المبتكرة التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حيث أكد الوزير الجاسر أن المنظومة اللوجستية اعتمدت على حلول ذكية لرفع مستوى الأداء وضمان راحة الحجاج، ومن أبرز هذه التقنيات استخدام طائرات الدرون بدون طيار التي تحلق في سماء المشاعر لمراقبة حركة الحشود وفحص شبكة الطرق بدقة متناهية، مما يتيح استجابة سريعة لأي طارئ، وتأتي هذه الابتكارات ضمن حزمة متكاملة من الإجراءات الحديثة.

  • استخدام طائرات الدرون للمراقبة الدقيقة لحركة الحشود وفحص الطرق.
  • توسيع نطاق تطبيق الطرق المطاطية المرنة بنسبة تصل إلى 30% لتقليل الإجهاد الحراري على الحجاج.
  • تطبيق تقنية “الطرق المبردة” المبتكرة التي تسهم في خفض درجات حرارة الأسطح بما يصل إلى 12 درجة مئوية.

هذه التقنيات المتقدمة لا تساهم فقط في تحسين تجربة الحج، بل تعكس أيضاً التوجه نحو استغلال الابتكار لخدمة ضيوف الرحمن، خاصة خلال أوقات الذروة التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة وكثافة الحركة، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من استعدادات المملكة لموسم الحج.

جهود لوجستية متكاملة تتماشى مع رؤية 2030 في موسم الحج

إن نجاح الخطة التشغيلية لا يعتمد فقط على البنية التحتية والتقنية، بل على الكوادر البشرية المؤهلة التي تقف خلفها، وفي هذا السياق، تم تجنيد أكثر من 45 ألف موظف وكادر فني متخصص في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، يعملون على مدار الساعة لضمان تقديم خدمات متكاملة وآمنة تلبي احتياجات ضيوف الرحمن، وتشكل هذه الجهود البشرية الضخمة جزءاً أساسياً من استعدادات المملكة لموسم الحج، وتأتي هذه المبادرات الشاملة في إطار مساعي المملكة المستمرة لتطوير بنيتها التحتية وتوفير بيئة تنقل متطورة وآمنة، بما ينسجم تماماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى تعزيز قدرة المملكة على استقبال الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين وتقديم أرقى مستويات الخدمة لهم.

تجسد هذه الإجراءات المتكاملة نقلة نوعية في إدارة مواسم الحج، حيث تدمج بين تطوير البنية التحتية والابتكار التقني لضمان سلامة وراحة الحجاج، وتؤكد على قدرة المملكة على تنظيم أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم بكفاءة عالية، وهو ما يعزز من نجاح خطط استعدادات المملكة لموسم الحج لهذا العام.

مراسل وصحفي ميداني، يركز على نقل تفاصيل الأحداث من قلب المكان، ويعتمد على أسلوب السرد الإخباري المدعوم بالمصادر الموثوقة لتقديم صورة شاملة للجمهور.