ارتفاع جديد.. أسعار الذهب في مصر تسجل زيادة 180 جنيهًا خلال أسبوع وتفاصيلها الكاملة

شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، حيث سجلت زيادة بلغت 180 جنيهًا للجرام الواحد، مسجلة بذلك أعلى مستوياتها التاريخية وسط تنامي الاهتمام الاستثماري وتوقعات استمرار دورة خفض الفائدة الأمريكية.

تطور أسعار الذهب في مصر والعالم خلال الأسبوع الماضي

ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بنسبة 3.5% بنهاية الأسبوع، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 التداول عند 5220 جنيهًا، ووصل إلى أعلى مستوى له عند 5450 جنيهًا قبل أن يغلق عند 5400 جنيه؛ مما يعكس زخمًا ملحوظًا في الأسواق. وعلى الصعيد العالمي، صعدت أوقية الذهب بنحو 131 دولارًا، إذ انطلقت من 3886 دولارًا وسجلت ذروة تاريخية عند 4060 دولارًا، ثم أغلقت عند 4017 دولارًا للأوقية. وأسعار عيارات الذهب الأخرى شهدت زيادات ملحوظة أيضًا، حيث بلغ عيار 24 سعر 6171 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4629 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 43200 جنيهًا.

عوامل تحرك أسعار الذهب في مصر وخارجها

يرتبط ارتفاع أسعار الذهب في مصر مباشرة بسعر صرف الدولار الذي تجاوز 48 جنيهًا بزيادة نحو 51 قرشًا، حيث يؤدي كل تحرك للدولار بمقدار 10 قروش إلى زيادة في أسعار الذهب بين 9 و11 جنيهًا، اعتمادًا على تذبذبات البورصة العالمية؛ ما يجعل تحركات السوق المحلية متأثرة بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية والسياسية الدولية. وفي الأسواق العالمية، استمرت الأوضاع السياسية والاقتصادية المضطربة في دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتوقعات متابعة التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي. وقد شهد الأسبوع تجاوز الذهب حاجز 4000 دولار للأوقية لأول مرة، مدفوعًا بالموجة الشرائية القوية من المستثمرين وصناديق الاستثمار، رغم وجود بعض التصحيحات السعرية المؤقتة.

تأثير الأحداث السياسية والاقتصادية على أسعار الذهب في مصر

ترافقت موجة الصعود في أسعار الذهب مع توتر الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة وفرنسا واليابان، حيث أدى الجمود السياسي وتهديدات التعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين إلى زيادة حالة القلق العالمية، مما دفع المستثمرين لتفضيل الأصول الآمنة. كذلك، استمرت بيانات النشاط الاقتصادي الأمريكي في التأثير على تحركات السوق، مع مراقبة قصوى لمؤشرات التضخم وقرارات الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة. وفي الداخل الأمريكي، استمر الإغلاق الحكومي دون بوادر انفراج، مما أضعف ثقة المستثمرين. على جانب آخر، ساهمت اضطرابات سياسية كبيرة في فرنسا واليابان في تعزيز الاضطراب العالمي، وهو ما انعكس إيجابًا على قيمة الذهب. كما توقع بنك جولدمان ساكس زيادة سعر الذهب إلى 4900 دولار للأوقية خلال 2026، مستندًا للتدفقات القوية إلى صناديق الاستثمار المركزية والمشتريات المرتفعة من البنوك المركزية. تقرير مجلس الذهب العالمي أكد استمرار قوة الطلب، رغم تحذيره من تشبّع السوق شرائيًا، ما يؤكد مدى تأثير العوامل السياسية والاقتصادية على تحفيز ارتفاع أسعار الذهب في مصر.

تُظهر هذه الأرقام أن أسعار الذهب في مصر سجلت صعودًا مستمرًا منذ بداية العام، مع تحقيق مكاسب ملحوظة تعكس التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية. تدفق رؤوس الأموال إلى المعدن النفيس مدعوم بعوامل نقدية وسياسية متشابكة، مما يعزز من مكانته كخيار استثماري مربح وسط حالة عدم اليقين الراهنة. تبقى التوقعات تشير إلى أن مسار الذهب سيحافظ على اتجاهه التصاعدي طالما استمر هذا المناخ الاقتصادي والسياسي المضطرب في التأثير على الأسواق.