رحلة الروح .. فن المدح والإنشاد الصوفي من ياسين التهامي إلى ”عليل يشتفي” يحيي وجدان المصريين ويخلّد تراثهم

فن المدح والإنشاد الديني الصوفي في مصر يحمل بين طياته عبق التاريخ وروحانيتها العميقة، إذ يظل هذا الفن أحد أهم أشكال التعبير التي توحد القلوب وتغذي الروح، متجاوزًا حدود المناطق والطبقات الاجتماعية باتجاه البعد الروحي النقي.

أهمية فن المدح والإنشاد الديني الصوفي في الثقافة المصرية

يُعتبر فن المدح والإنشاد الديني الصوفي جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي المصري؛ فهو يعكس ارتباط الناس العميق بالحياة الروحية والمعتقدات الصوفية التي ساعدت في بناء هوية مصرية فريدة، حيث تنتقل هذه الألحان والكلمات من جيل إلى آخر في القرى والمدن، فتجمع الحاضرين على كلمة الحب الإلهي والمدح النبوي، مما يجعل هذا الفن نافذة لتقوية الروابط المجتمعية.

تقاليد وأشكال فن المدح والإنشاد الديني الصوفي في القرى والصعيد

يمتاز فن المدح والإنشاد الديني الصوفي بمجموعة من التقليدات التي تتنوع حسب المناطق، خاصة في الصعيد المصري والقُرى التي تحافظ على هذه التقاليد بحِرَفية عالية، ويُقام هذا الفن في مجالس الذكر حيث يشارك الجمهور في الترديد والانفعال الروحي، بالإضافة إلى استخدام أدوات موسيقية تقليدية تضفي على الأداء عمقًا وتأثيرًا نفسانيًا قويًا. تتكون هذه الجلسات من:

• ترديد الأحاديث النبوية والتسابيح الصوفية.
• مزامنة الألحان مع حركة الجسم التعبيرية كالرقص البطيء أو دوران الدراويش.
• إشاعة جوٍ من الصفاء الروحي والتواصل الجماعي مع المعاني المقدسة.

تجديد فن المدح والإنشاد الديني الصوفي بين التراث والتجديد المعاصر

مع مرور الوقت، شهد فن المدح والإنشاد الديني الصوفي في مصر تطورًا ملحوظًا دون أن يفقد جوهره الأصيل، إذ ظهرت محاولات دمج التقنيات الحديثة مع هذا الفن لإيصاله إلى جمهور أوسع، ويظهر ذلك جليًا في تسجيلات عالية الجودة وبثها عبر الوسائل الرقمية، مما ساهم في معرفة المزيد بفنون المدح الصوفي وزادت من رواجها بين الشباب، بينما استمر الحفاظ على استخدام الكلمات والتعابير التي تعبّر عن الحب الإلهي والمديح النبوي، فأصبح هذا الفن جسراً بين الأجيال بين الأصالة والمعاصرة.