تفاعل واسع في أوروبا.. مباراة النرويج وإسرائيل تثير جدلاً بسبب تبرعات غزة واحتجاجات أوسلو

تأتي مباراة النرويج وإسرائيل اليوم في تصفيات كأس العالم وسط أجواء مشحونة سياسية وأمنية، تجعل هذا الحدث الرياضي من أكثر المباريات تأمينًا في النرويج منذ الأولمبياد الشتوي عام 1994؛ حيث تم تطبيق إجراءات مشددة لمكافحة الإرهاب في أوسلو مع فرض حظر جوي فوق ملعب أوليفال.

تفاصيل مباراة النرويج وإسرائيل ومظاهرات احتجاجية في أوسلو

شهدت أوسلو استعدادات أمنية غير مسبوقة تحسبًا للفعالية الرياضية، وسط تنظيم مسيرة سلمية بعدد آلاف المشاركين تحت شعار «بطاقة حمراء لإسرائيل» من قبل اللجنة الفلسطينية في النرويج قرب ملعب أوليفال، وفقًا لتقرير صحيفة «الجارديان» البريطانية، كما من المتوقع انطلاق احتجاجات أخرى من جهات مختلفة.

وعُلق ملصقات تدعو إلى «إيقاف المباراة الوطنية» بالقرب من محطة مترو جرونلاند، وتمركز بعض المتظاهرين خارج الملعب خلال تدريب الفريق الإسرائيلي، حيث سيحضر أقل من 200 مشجع إسرائيلي للمباراة، في حين تم تقليل دخول الجمهور النرويجي بنحو ثلاثة آلاف مشجع عن المعتاد، مع إغلاق بعض أجزاء الملعب بقدرة استيعابية تبلغ 28 ألف متفرج، لتفادي أي محاولة اقتحام.

ولا تثير الأجواء الأمنية المشددة لدى المنتخب الإسرائيلي القلق، إذ أكد قائد الفريق إيلي داسا أن الأوضاع ليست أكثر توترًا من المعتاد في مبارياتهم السابقة.

تأثير قرار التبرع بعائدات مباراة النرويج وإسرائيل على العلاقات بين الاتحادين

أثار قرار الاتحاد النرويجي لكرة القدم التبرع بأرباح مباراة النرويج وإسرائيل لدعم عمل منظمة أطباء بلا حدود في غزة ردود فعل واسعة، خاصة من الجانب الإسرائيلي، حيث اعتبره الاتحاد الإسرائيلي تعبيرًا عن موقف سياسي محدد.

وأعلنت رئيسة الاتحاد النرويجي، ليزه كلافينيس، أن العائدات ستوجه لمؤسسات تقدم مساعدات طارئة في غزة، مؤكدة رفض الوقوف مكتوفي الأيدي أمام المعاناة الإنسانية والهجمات غير المتناسبة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون.

وأكدت كلافينيس أن هذا القرار لم ينتهك قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) التي تمنع استخدام المباريات كمنصات سياسية، فيما استنكرت إسرائيل القرار ووصفته بأنه يفتقد للنقد اللازم لأحداث السابع من أكتوبر التي أودت بحياة مئات الإسرائيليين كما طالبت بدعم جهود الإفراج عن رهائن محتجزين في ظل التوتر المستمر بين الطرفين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها أجواء المباراة معبأة سياسيًا، إذ شهدت المواجهة الأولى بين المنتخبين في مارس الماضي توترات مشابهة، ووصفت رئيسة الاتحاد النرويجي الوضع حينها بالصعب، مما يعكس كيف أصبحت كرة القدم وسيلة للتعبير السياسي والإنساني من قبل النرويجيين، في مقابل اعتبار إسرائيل أن تسييس الملاعب أمر غير مقبول.

موقف الاتحاد الأوروبي وتداعيات حظر إسرائيل في كرة القدم الدولية

كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على وشك التصويت لحظر إسرائيل في الساحة الدولية، إلا أن تصفيات كأس العالم تظل تحت إشراف الفيفا الذي لم يُطبق هذا الحظر بعد، خاصة بعد مطالبة الأمم المتحدة باعتبار الأفعال الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية وتأجيل التصويت بسبب مبادرات السلام الأخيرة.

ورغم ذلك، أكدت رئيسة الاتحاد النرويجي أنها لم تكن من الدافعين الرئيسيين وراء هذه التحركات، مشددة على أن القضية تتعلق بالالتزام بالقوانين وبالانتهاكات التي تحدث على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبينما لم يرفض الاتحاد النرويجي خوض المباراة، ترى ناشطات مثل لين الخطيب، رئيسة لجنة فلسطين في النرويج، أن مشاركة إسرائيل في الساحة الدولية غير مبررة طالما يستمر الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من اللعب والتنقل بحرية.

وأكدت الخطيب أن احتجاجاتهم ستتركز بعد المباراة، مع توقعات بعدم استضافة إسرائيل لمباريات الفرق النرويجية في المستقبل القريب، ما يسلط الضوء على التوتر المستمر بين تبني مواقف سياسية أو أخلاقية وبين الرغبة في دعم منتخب النرويج لتحقيق إنجازات رياضية ملموسة.

الإجراء التفاصيل
الإجراءات الأمنية في أوسلو حظر جوي فوق ملعب أوليفال، مكافحة إرهاب في المدينة، تقليل عدد الجمهور
الاحتجاجات مسيرة سلمية تحت شعار «بطاقة حمراء لإسرائيل»، ملصقات ضد المباراة، متظاهرون خارج الملعب
قرار التبرع تخصيص عائدات المباراة لدعم أطباء بلا حدود في غزة، رد فعل إسرائيلي غاضب
موقف الفيفا ويويفا تأجيل التصويت على حظر إسرائيل، استمرار مشاركة إسرائيل في التصفيات

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.