تراجع سعر برنت .. توترات تجارية تضغط على الأسواق وتؤثر على العرض النفطّي

انخفض سعر برنت بشكل ملحوظ مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثر سلبًا على الأسواق وتسبب في هبوط العقود الآجلة لخام برنت إلى 62.7 دولارًا للبرميل؛ وهو أدنى سعر منذ بداية مايو. هذا التراجع يعكس مدى تأثر أسعار النفط بالأحداث الاقتصادية والسياسية العالمية التي تؤثر على العرض والطلب.

تأثير التوترات التجارية على سعر برنت واستقراره في الأسواق العالمية

برزت التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم كعامل رئيسي في انخفاض سعر برنت؛ حيث هدد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع الصينية، ما تسبب في حالة من عدم اليقين حيال مستقبل العلاقات التجارية. بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى تلميح ترامب إلى إلغاء اللقاء المنتظر مع الرئيس الصيني إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، الأمر الذي يقلل بدوره من الطلب المتوقع على النفط. هذا المشهد ألقى بظلاله القوية على سعر برنت، وجعل المستثمرين يعيدون تقييم توقعاتهم للسوق النفطية.

تعزيز ضغوط العرض وأثرها على انخفاض سعر برنت

لم يقتصر انخفاض سعر برنت على التوترات التجارية فقط، بل ساهمت زيادة المعروض العالمي في تكثيف هذه الضغوط. إذ تواصلت الزيادة في إنتاج النفط من دول أوبك+ ومن خارجها، مما خلق حالة من فائض العرض الذي يصعب امتصاصه سريعًا. هذا الوفرة المستمرة في المعروض أثارت تخوفات من تجاوز قدرة الأسواق على استيعاب الإنتاج، الأمر الذي ساهم في هبوط الأسعار بشكل مستمر. كما أن استمرار الشعور السلبي لدى المستثمرين بسبب هذه الضغوط العرضية ساعد على ترسيخ انخفاض سعر برنت في الفترة الأخيرة.

تراجع التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها على معدلات الطلب والطلب النفطي

إلى جانب عوامل العرض والطلب، لعبت الأحداث السياسية في الشرق الأوسط دورًا ملحوظًا في تحديد سعر برنت؛ حيث ساعد التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار في غزة على تقليل المخاطر الجيوسياسية التي كانت تضيف علاوة على الأسعار. اختفاء هذا العامل المخيف من المشهد عزز من استقرار الأسواق في جانب معين، لكنه لم يكن كافيًا لمواجهة الضغوط الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن التوترات التجارية والزيادة في المعروض النفطي. هذا التراجع في التوترات الإقليمية خفف من احتمالية حدوث صدمات في العرض، وهو ما انعكس بشكل واضح على سعر برنت في سوق النفط العالمي.