قفزة ملحوظة .. أونصة الذهب تحافظ على مكاسبها فوق 4000 دولار وتتجه لمزيد من الارتفاع

شهدت أونصة الذهب استمرارًا في مكاسبها فوق مستوى 4000 دولار التاريخي الذي وصلته مؤخرًا، حيث تباين سعر الأونصة في السوق الفورية عند 4,012.46 دولار يوم الخميس مع تراجع نسبته 0.63%، بعد أن سجلت ارتفاعًا قويًا تجاوز 4041.7 دولار للأونصة في اليوم السابق بنسبة 1.5%.

العوامل المؤثرة على سعر الذهب ومحددات الارتفاع المستمر

تُعزى قفزات الذهب التي بلغت نسبة 54% خلال هذا العام إلى المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية العالمية التي تضغط على الأسواق، مما جعل المعدن الأصفر ملاذًا آمنًا يستقطب اهتمام المستثمرين بشكل متزايد؛ ومع ذلك، لا يزال المحللون يتساءلون عن العوامل التي قد تحد من هذه الارتفاعات غير المسبوقة.
على مدى العامين الماضيين، شهد الذهب تضاعفًا في السعر مع تصاعد المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، والتقلبات في قوة الدولار، واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى التوترات بسبب حرب روسيا في أوكرانيا وتباطؤ النمو الاقتصادي في أوروبا. وصف جون ماير، محلل في إس.بي أنجيل، سوق الذهب بأنها تمر بحالة استثنائية تحدث مرة في كل جيل.

الارتفاع المتزامن للفضة والبلاتين والبلاديوم مع الذهب

لا يقتصر صعود الأسعار على الذهب فقط، بل امتد أيضًا إلى الفضة والبلاتين والبلاديوم الذي شهد ارتفاعًا مذهلًا، حيث ارتفع البلاديوم في السوق الفورية بنسبة تقارب 8% ليصل إلى 1445.19 دولار للأوقية يوم الأربعاء.
دعم مشتريات البنوك المركزية من الذهب هذا الارتفاع، إذ تجاوزت المشتريات السنوية ألف طن منذ 2022، وتنتظر شركة ميتالز فوكس أن تصل المشتريات إلى 900 طن هذا العام، وهو ضعف المتوسط السنوي خلال الفترة من 2016 إلى 2021.
كما لعب صانعو السياسات النقدية دورًا بارزًا في تثبيت أسعار الذهب عبر إبقاء تكاليف الاقتراض منخفضة وتأجيل رفع أسعار الفائدة، ما جعل المستثمرين يتحولون بشكل ملحوظ إلى الذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الراهنة.

توقعات مستمرة لصعود أسعار الذهب في السنوات القادمة

تشير مؤشرات السوق إلى تزايد عمليات ذروة الشراء، ما يعزز فرص حدوث تصحيح بسيط؛ إلا أن تجاوز حاجز 4000 دولار يمكن أن يفتح الباب أمام استمرار الارتفاع حتى عام 2026.
يرى ديفيد ويلسون، محلل في بنك بي.إن.بي باريبا، أن حجم العوامل الداعمة لسعر الذهب غير مسبوق، إذ تتوفر كل المحركات التقليدية التي تؤثر بشكل إيجابي على المعدن، ما يميز هذه المرحلة عن العوامل التي كانت تحرك السعر في سنوات محددة سابقة.
وفي مؤشر على تفاؤل المستثمرين، قام بنك جولدمان ساكس برفع توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر/كانون الأول من عام 2026 إلى 4900 دولار للأوقية، بعد أن كان يتوقع سابقًا أن يصل إلى 4300 دولار.

المعدن نسبة التراجع يوم الخميس السعر التقريبي (دولار للأوقية)
الذهب (سوق فوري) 0.63% 4012.46
العقود الأمريكية الآجلة (ديسمبر) 0.75% 4040
الفضة 1.99% 48
البلاديوم 1.58% 1674
البلاديوم (تداول فوري) 0.75% 1472

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.