قفزة لامسة .. أسعار الذهب تتخطى 4000 دولار مسجلة أعلى ارتفاع بأكثر من 1% في تاريخ السوق

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بشكل قياسي لتتجاوز 4000 دولار للأونصة، مدفوعة بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، إضافة إلى توقعات خفض معدلات الفائدة الأميركية التي عززت تحوّل المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن؛ وجاء هذا الارتفاع مصحوبًا بصعود قياسي لأسعار الفضة التي لامست أعلى مستوياتها على الإطلاق مع استمرار الضغوط على الأسواق المالية.

تطورات أسعار الذهب الفورية والفضة مع تأثير خفض الفائدة الأميركية

شهدت أسعار الذهب الفورية زيادة بلغت 1.7% لتصل إلى 4050.24 دولارًا للأونصة في منتصف جلسة التداول في الولايات المتحدة، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة مماثلة لتسجل 4070.5 دولار عند الإغلاق؛ ما يعكس ثقة واضحة بين المستثمرين نحو المعدن الأصفر كأصل آمن. وعلى الجانب الآخر، قفزت أسعار الفضة بنسبة 3.2% إلى 49.39 دولارًا للأونصة، بعد أن سجلت ذروتها التاريخية عند 49.57 دولارًا؛ ما يظهر توجهًا متزامنًا نحو تداول الفضة إلى جانب الذهب في ظل الأجواء السوقية الراهنة.

عوامل رئيسية تدعم ارتفاع أسعار الذهب الفورية والفضة بشكل متواصل

تعود الزيادة الملحوظة في أسعار الذهب الفورية إلى عوامل اقتصادية وجيوسياسية عدة، حيث أكد ماثيو بيغوت، مدير قسم الذهب والفضة في شركة ميتالز فوكس، أن الأداء القوي للذهب يعكس تفضيل المستثمرين للأصول الآمنة مقارنة بالأدوات التقليدية الأخرى وسط تصاعد المخاوف العالمية. وقد ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 54% منذ بداية 2025، في حين شهدت الفضة زيادة مذهلة بلغت 71%، مستفيدة من ضيق السوق الفورية وارتفاع شحنات الشراء من البنوك المركزية، إلى جانب تدفقات كبيرة نحو صناديق الاستثمار المتداولة وتراجع قيمة الدولار الأميركي.

المعدن النسبة المئوية للارتفاع منذ بداية 2025 السعر الحالي للأونصة (دولار) أعلى سعر تاريخي مسجل
الذهب 54% 4050.24 يتوقع 5000 قريبًا
الفضة 71% 49.39 49.57
البلاتين 3% 1666.47 أعلى مستوى منذ فبراير 2013
البلاديوم 8.4% 1449.69 أعلى مستوى خلال أكثر من عامين

توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب الفورية بفعل دعم الأسواق الاقتصادية والسياسية

تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب الفورية ستواصل ارتفاعها طوال عام 2026، مع ثبات عوامل الدعم مثل حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، بالإضافة إلى توقعات خفض معدلات الفائدة الأميركية التي تمنح المعدن دفعة قوية دون ظهور أي محفزات تؤدي إلى تراجع ملحوظ. وأوضح ماثيو بيغوت أن الذهب قد يصل إلى 5000 دولار للأونصة خلال الفترة المقبلة، في حين تعكس تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة أرقامًا قياسية جديدة، مؤكدة اهتمام المستثمرين بالحفاظ على الذهب كواحد من أفضل الأصول أداءً في 2025، متفوقًا على الأسواق العالمية والبيتكوين رغم تقلبات الدولار الأميركي وأسواق النفط.

تشير محاضر اجتماع الفدرالي الأميركي الأخير إلى حوار حذر بين المسؤولين حول خفض معدلات الفائدة، وسط مخاوف من استدامة التضخم وتأثيره الشديد على سوق العمل؛ وهذا يعزز مكانة الذهب كملاذ أمثل اقتصاديًا. وبحسب بيانات مجلس الذهب العالمي، تم تسجيل تدفق نحو 64 مليار دولار على صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب خلال العام الحالي حتى الآن، مع رقم قياسي شهري بلغ 17.3 مليار دولار خلال سبتمبر نتيجة حالة الخوف من تفويت الفرصة التي تدفع المستثمرين نحو الاندماج بقوة في سوق المعدن النفيس.

بعيدًا عن الذهب والفضة، أثرت العوامل الاقتصادية والسياسية في باقي المعادن النفيسة، حيث ارتفع سعر البلاتين إلى 1666.47 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوياته منذ فبراير 2013، وسجل البلاديوم ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 8.4% ليصل إلى 1449.69 دولار، محققًا أفضل أداء خلال أكثر من عامين، ما يعكس طلبًا متزايدًا على المعادن النفيسة كأصول تحوط في ظل الأجواء غير المستقرة.

الكلمة المفتاحية المستخدمة: أسعار الذهب الفورية

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.