قفزة قياسية .. أسعار الذهب ترتفع بأكثر من 1% وتتجاوز حاجز 4000 دولار عالميًا

ارتفعت أسعار الذهب الفورية إلى ما يزيد عن 4000 دولار للأونصة، متأثرة بعمق التوترات الجيوسياسية والاقتصادية التي ضربت الأسواق مؤخرًا، إلى جانب توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، مما دفع المستثمرين للبحث عن الأمان في المعادن الثمينة كالذهب. هذا الارتفاع جاء مصحوبًا بحركات قوية في أسعار الفضة التي سجلت مستويات غير مسبوقة في تاريخها.

تأثير التوترات الاقتصادية والجيوسياسية على أسعار الذهب والفضة الفورية

شهدت أسعار الذهب الفورية قفزة ملحوظة بنسبة 1.7% لتصل إلى 4050.24 دولار للأونصة بحسب توقيت الولايات المتحدة، بينما ارتفعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر إلى 4070.5 دولار عند الإغلاق، مما يعكس إقبالًا واضحًا على الذهب كملاذ آمن وسط حالة الغموض الاقتصادي والسياسي. بالموازاة، صعدت أسعار الفضة بنسبة 3.2% لتصل إلى 49.39 دولار للأونصة، مسجلةً سقفًا جديدًا عند 49.57 دولار سابقًا، مستفيدة من موجة الحذر والاضطرابات التي تخيم على الأسواق المالية العالمية.

كيف تدعم العوامل السياسية والاقتصادية ارتفاع أسعار الذهب في 2025

أكد الخبراء أن القوة التي يظهرها الذهب تعود إلى خلفيات اقتصادية وسياسية داعمة، إذ يتزايد اليقين بان الذهب يعد ملاذًا آمنًا في ظل تقلبات الأسواق والمخاوف من موجات عدم استقرار في الأصول التقليدية. فقد ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 54% منذ مطلع العام، بعد زيادة قدرها 27% في العام السابق، متفوقًا على الأداء العام للأسهم والعملات الرقمية مثل البيتكوين، رغم الانخفاض الملحوظ في قيمة الدولار والنفط. كما ارتفعت الفضة بنسبة 71% مستفيدة من ذات الظروف العوامل، إلى جانب محدودية المعروض في السوق الفورية.

وتتلخص أبرز هذه العوامل فيما يلي:

• توقعات خفض معدلات الفائدة الأميركية بسبب تخفيف سياسات الاحتياطي الفيدرالي.
• تصاعد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي على الصعيد العالمي.
• عمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية لتعزيز الاحتياطيات من الذهب.
• تدفقات مالية ضخمة تستهدف صناديق الاستثمار المتداولة في المعادن الثمينة.
• ضعف مستمر في قيمة الدولار الأميركي مقارنة بالعملات العالمية الأخرى.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب وفق تحليلات الفيدرالي والتقلبات العالمية

أوضحت محاضر اجتماعات الفيدرالي الأميركي الأخيرة توافقًا حول وجود مخاطر متزايدة في سوق العمل تبرر الحاجة إلى تخفيض معدلات الفائدة؛ رغم تخوف بعض الأعضاء من تصاعد التضخم، مع ترجيحات بعمليات خفض جديدة قبل نهاية العام. وربطت البيانات تدفق الاستثمارات إلى الذهب، مما بلغ حجمها 64 مليار دولار حتى الآن، وهو رقم قياسي يدعمه ارتفاع كبير في سبتمبر تجاوز 17 مليار دولار، مما يعكس قلق المستثمرين من تفويت فرص الربح في المعدن النفيس. إلى جانب الذهب، ارتفعت أسعار معادن أخرى مثل البلاتين الذي سجل أعلى مستوياته منذ 2013 بقيمة 1666.47 دولار، والبلاديوم الذي بلغ 1449.69 دولار، وهو أعلى سعر له خلال أكثر من عامين.