تغيرات ملحوظة .. أسعار الذهب تتراجع بهدوء وسط تراجع التوترات الجيوسياسية عن مستوياتها القياسية

تراجعت أسعار الذهب من أعلى مستوياتها بعدما شهدت تحسنًا في التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط، نتيجة التقدم الملحوظ في المفاوضات للتهدئة في غزة، مما أثر بصورة مباشرة على حركة أسعار السوق. خلال تداولات يوم الخميس، هبطت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.35% بما يعادل 13.30 دولارًا، لتسجل 4057.20 دولارًا للأوقية بعد أن وصلت سابقًا إلى مستوى قياسي عند 4070.50 دولارًا، بينما انخفض السعر الفوري للذهب بنسبة طفيفة عند 4038.73 دولارًا للأوقية، وبفارق 3.30 دولار فقط.

كيف أثرت التوترات الجيوسياسية والمفاوضات في غزة على أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا واضحًا بانخفاض حدة التوتر السياسي في الشرق الأوسط، خاصةً بعد موافقة حماس وإسرائيل على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إضافةً إلى اتفاق لتبادل الأسرى بين الطرفين، ما أدى إلى تخفيف الضغط على المعدن النفيس. عادةً ما يقلل الاستقرار السياسي من الطلب على الذهب كملاذ آمن، لذلك نجد أن تطورات السلام تساهم في هبوط الأسعار، إذ تؤثر الأجواء السياسية المستقرة بشكل مباشر على تحركات أسعار المعادن الثمينة، بما فيها الذهب.

تطورات سوق المعادن الثمينة الأخرى وتأثيراتها على أسعار الذهب

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن الثمينة تقلبات مختلفة خلال الفترة نفسها؛ فقد انخفضت العقود الآجلة للفضة تسليم ديسمبر بنسبة 1.15% لتصل إلى 48.44 دولارًا للأوقية، فيما استقرت أسعار البلاتين الفوري عند 1657.77 دولارًا، وارتفعت أسعار البلاديوم بنسبة 1.5% إلى 1469.94 دولارًا للأوقية. يعكس هذا التنوع في أسعار المعادن العلاقة الوثيقة بينها وبين العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، وهو ما يساهم في توجيه استراتيجيات المستثمرين في سوق الذهب، حيث يستخدمون هذه المؤشرات لتحليل تحركات الذهب المستقبلية.

دور سياسة الفيدرالي الأمريكي وبيانات سوق العمل في تحديد أسعار الذهب

لا يمكن تجاهل الأثر الكبير لسياسة البنك المركزي الأمريكي على أسعار الذهب، فمحضر اجتماع الفيدرالي لشهر سبتمبر أظهر اتفاق أعضاء اللجنة على وجود مخاطر في سوق العمل تبرر إمكانية تخفيض أسعار الفائدة، رغم استمرار الضغوط التضخمية، ما يعكس حالة من عدم اليقين الاقتصادي. مثل هذا الموقف يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر فائدة، إذ يتوقع المستثمرون أن انخفاض الفائدة يدفع لتفضيل المعدن النفيس. في الوقت ذاته، تراجع مؤشر الدولار بنحو 0.2% ليصل إلى 98.73 نقطة، مما يعزز من جاذبية الذهب عالميًا لأن ضعف الدولار يجعل السبائك أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين.

تُظهر التطورات الأخيرة في المشهد الجيوسياسي والسياسي الاقتصادي الأمريكي أن الذهب سيظل يتأثر بمجموعة من العوامل المتغيرة، حيث تلعب التوترات السياسية وتقلبات العملات والسياسات النقدية دورًا حاسمًا في تحديد اتجاهاته، مما يجعل مراقبة تلك المتغيرات خطوة ضرورية لفهم مستقبل أسعار الذهب بشكل متعمق.