انقسام مستمر.. هل تُحلَ عُقدة رواتب المتقاعدين قريبًا بخطوات فعلية؟

تسريع تسليم رواتب المتقاعدين في سوريا أصبح أولوية قصوى في ظل المعاناة اليومية للمتقاعدين بسبب محدودية السيولة وكثرة أعطال الصرافات، مما يزيد من معاناتهم في استلام الرواتب الشهرية خاصة مع تقدم أعمارهم ومشاكلهم الصحية المصاحبة.

آلية تسريع تسليم رواتب المتقاعدين وتحسين عملية الصرف

عُقد اجتماع برئاسة عبد القادر حصرية، حاكم مصرف سوريا المركزي، بحضور مسؤولين من المركزي والمدراء العامين للمصرف التجاري والعقاري والمؤسسة العامة للبريد والمؤسسات العامة للتأمينات الاجتماعية والمعاشات، لبحث آلية تسريع تسليم رواتب المتقاعدين، الذين يواجهون يومياً صعوبات كبيرة في الحصول على مستحقاتهم بسبب شح السيولة والأعطال المتكررة في أجهزة الصراف الآلي؛ مما يؤدي إلى ازدحامات غير محتملة في كثير من الأحيان. الاجتماع أكد على ضرورة تحويل الرواتب بشكل متواتر وعلى مراحل مع التنسيق الوثيق مع وزارة المالية لضمان تنفيذ الصرف بشكل منظم. كما تم الاتفاق على تسليم مبالغ نقدية كبيرة مسبقاً إلى المصارف ومؤسسة البريد بهدف تغذية صناديقها بالأموال اللازمة لضمان استمرارية التسديد دون انقطاع. إضافة إلى ذلك، تم التشديد على إجراءات تمكين المتقاعدين من استلام رواتبهم دفعة واحدة في نفس اليوم لتقليل المعاناة.

تحسين البنية التحتية وربط المصارف بمنافذ متعددة لتسهيل استلام رواتب المتقاعدين

تضمنت نتائج الاجتماع أيضاً ضرورة ربط المصرفين التجاري والعقاري بمؤسسة البريد، وهو الأمر الذي يهدف إلى زيادة عدد المنافذ والكوى التي تسمح للمتقاعدين بحصول أسهل وأسرع على رواتبهم بمنأى عن الازدحامات الشديدة. كما كُلفت المصارف التجارية والعقارية باتخاذ كافة الإجراءات لتغذية الصرافات الآلية بشكل مستمر، وأحياناً لأكثر من مرة في اليوم الواحد، مع الحفاظ على جاهزيتها الدائمة، من أجل تأمين خدمة متواصلة للمتقاعدين وضمان سيولة مضمونة على مدار الساعة. هذا النهج يعكس الحرص على تقليل الضغوط المادية والنفسية التي يعاني منها المتقاعدون أثناء عمليات استلام الرواتب.

ملاحظات المتقاعدين وحلول مقترحة لتحسين عملية تسليم الرواتب

ردود أفعال المتقاعدين عبر منصات التواصل الاجتماعي أظهرت ترحيباً واسعاً بالجهود الرسمية لتسريع تسليم رواتبهم، رغم استمرار وجود تحديات عملية. بعض المتقاعدين أشاروا إلى أن الرواتب المحولة إلى المصارف الخاصة تواجه قيوداً بسبب شروط حبس السيولة، التي تمنع استلام مبالغ أكبر من 200 ألف ليرة في كل عملية صرف. بينما اقترح آخرون تبني حلول إلكترونية حديثة مثل الربط بتطبيق “شام كاش” للدفع أو نظام “فاتورة” للدفع الإلكتروني كوسيلة لتجاوز هذه العقبات وتسهيل عملية الحصول على الرواتب بشكل آمن وسلس، مما يقلل الحاجة للازدحامات والتعاملات النقدية المرهقة.

تطوير آلية تسليم رواتب المتقاعدين يتطلب تعاوناً مستمراً بين كافة الجهات المعنية، مع دراسة تطبيق حلول دفع مبتكرة تتماشى مع واقع السوق، لتخفيف العبء على كبار السن وتمكينهم من حقوقهم المالية بشكل إنساني وسلس.