الذهب يتراجع.. بعد كسر حاجز 4000 دولار لأول مرة في تاريخه واستمرار التقلبات السعرية

انخفضت أسعار الذهب بشكل طفيف اليوم الخميس، بعد تحقيق المعدن النفيس ارتفاعًا تاريخيًا تعدى فيه حاجز 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه، وسط توجه المستثمرين لجني الأرباح مع بوادر انفراج الأزمات السياسية والاقتصادية العالمية. شهد الذهب في المعاملات الفورية تراجعًا بنسبة 0.4% ليصل إلى 4020.99 دولارًا للأونصة، بعدما سجل أعلى مستوى له سابقًا عند 4059.05 دولارًا؛ كما تراجعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة 0.7% إلى 4040.70 دولارًا.

تأثير التطورات السياسية على أسعار الذهب والملاذات الآمنة

جاء تراجع أسعار الذهب بعد الإعلان عن موافقة إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة لوقف إطلاق النار في غزة، والتي تتضمن إطلاق الرهائن ووقف العمليات العسكرية؛ ما اعتبرته الأمم المتحدة خطوة قد تمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. وأدى هذا التقدم السياسي إلى تراجع حالة التوتر التي دفعت الذهب للارتفاع مؤخرًا، مع تحوّل المستثمرين نحو جني الأرباح من المعدن النفيس. كما شهدت الأسواق العالمية اضطرابات سياسية أخرى مثل التقلبات في اليابان وفرنسا، إضافة إلى استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، ما زاد من الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا خلال فترات عدم الاستقرار.

الاحتياطي الفيدرالي وأثره على أسعار الذهب وسوق الفائدة

وفقًا لمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في منتصف سبتمبر، أصبح مسؤولو البنك المركزي أكثر تحفّظًا تجاه أسعار الفائدة، إذ أبدوا ميلاً نحو خفضها بسبب تباطؤ سوق العمل رغم استمرار ضغوط التضخم. تعكس توقعات الأسواق احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر بنسبة 94% و79% على التوالي؛ مما يؤثر بشكل مباشر على استثمارات الذهب، ويزيد من جاذبيته كأداة للتحوط من التضخم وضعف الدولار الأمريكي، وهو ما يدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب على المدى المتوسط.

أداء المعادن الثمينة الأخرى وسط تقلبات السوق العالمية

لم تقتصر تقلبات أسعار المعادن الثمينة على الذهب فقط؛ إذ تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.1% إلى 48.83 دولارًا بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 49.57 دولارًا؛ في حين انخفض البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1649.81 دولارًا، والبلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1447.81 دولارًا. هذا الأداء يعكس ترابط التحركات ضمن سوق المعادن الثمينة، الذي يتأثر بقوة بالأحداث السياسية والاقتصادية المتسارعة عالميًا، حيث تستمر البنوك المركزية في تعزيز احتياطاتها من الذهب كوسيلة للتحوط ضد تقلبات الدولار والتوترات الجيوسياسية.