احذروا مخاطر الاستحمام بالماء البارد.. تضييق الأوعية الدموية القريبة من الجلد يسبب تأثيرات صحية خطيرة
الاستحمام بالماء البارد خلال موجات الحر قد يُسبب مشاكل صحية خطيرة بسبب تأثيره على الأوعية الدموية القريبة من الجلد، مما يجعل هذه العادة بعيدة عن كونها حلًا مثاليًا لتبريد الجسم
تأثير الاستحمام بالماء البارد على الأوعية الدموية أثناء موجات الحر
عندما يختار البعض الاستحمام بالماء البارد خلال موجات الحر، فإن هذا الخيار قد يؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية القريبة من الجلد، وهو ما يقلل من تدفق الدم إلى سطح الجسم ويحبس الحرارة في الأعضاء الحيوية، وفقًا لدراسة نُشرت في “ذا كونفرسيشن” وأبرزتها صحيفة نيويورك بوست. يحدث هذا التأثير بسبب “صدمة البرد”، وهي استجابة فسيولوجية مفاجئة تنجم عن درجات حرارة منخفضة قد تصل إلى 15 درجة مئوية، فتتسبب في انقباض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ. هذا الانقباض يقلل من قدرة الجسم على تبريد نفسه بشكل صحيح، مما يجعل الاستحمام بالماء البارد في الطقس الحار حلًا قد يكون له نتائج عكسية وخطرة.
خطر الاستحمام بالماء البارد على مرضى القلب وكيفية التعامل معه بأمان
يرتبط الاستحمام بالماء البارد في موجات الحر بخطر خاص على مرضى القلب، إذ قد يؤدي إلى اضطرابات في ضربات القلب وحتى الوفاة في حالات نادرة. يوضح الدكتور شريف حتة، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، أن التغير الحاد في درجة حرارة الجسم يطلق “إشارة إنذار” تُحفز رد فعل دفاعي مفاجئ قد يجهد القلب والأوعية الدموية. وينصح الدكتور حتة باستخدام الماء الفاتر خلال حرارة الصيف بدلًا من الماء شديد البرودة، لما له من دور في تبريد الجسم تدريجيًا دون التأثير الضار على الدورة الدموية أو التسبب في صدمة حرارية. هذه الطريقة تُقلل من المضاعفات الصحية المحتملة خصوصًا لكبار السن ومرضى القلب.
نصائح الخبراء لتجنب مخاطر موجات الحر والاستحمام بالماء البارد
ينصح الخبراء في مواجهة موجات الحر باتباع خطوات عدة تقلل من تأثير الحرارة المرتفع والأضرار الصحية الناتجة عن الاستحمام بالماء البارد بطريقة خاطئة، ومنها:
- شرب كميات كبيرة من الماء لتفادي الجفاف، مع الابتعاد عن الكافيين والكحول بسبب تأثيرهما المدر للبول
- ارتداء ملابس فاتحة اللون وفضفاضة لتقليل امتصاص الحرارة
- تغطية النوافذ أو استخدام الستائر لتقليل دخول أشعة الشمس المباشرة
- استخدام طرق بسيطة لتحسين تهوية المنزل مثل توجيه المراوح نحو النوافذ مع فتح النوافذ والأبواب المتقابلة لتعزيز دوران الهواء
- تجنب الاستحمام بالماء شديد البرودة أو الساخن، والالتزام بالماء الفاتر بين 26 و27 درجة مئوية، حيث يساعد في تبريد الجسم بشكل طبيعي ويُعزز تدفق الدم إلى سطح الجلد
يُشير أستاذ التشريح آدم تايلور إلى أن الاستحمام بالماء البارد في الطقس الحار يحد من تدفق الدم إلى الجلد، مما يمنع الجسم من التخلص من الحرارة ويؤدي إلى حبسها داخله، في حين أن الماء الساخن يزيد من ارتفاع حرارة الجسم الداخلية، لذلك يُعد الماء الفاتر الخيار الأمثل للترطيب والتبريد. بهذا الفهم المتكامل، يمكن التحكم في حرارة الجسم بطريقة صحية وآمنة بدون المخاطرة بالمضاعفات التي قد يسببها الماء البارد خلال موجات الحر.