قفزة غير مسبوقة.. الذهب يواصل الصعود التاريخي مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على السوق
ارتفع سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي إلى مستوى غير مسبوق تجاوز 4002.95 دولار، مما يعكس زيادة قوية ومستمرة في الإقبال على المعدن الأصفر، مدعومًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تصنع حالة من الزخم في الأسواق. ويُعزى هذا الارتفاع القياسي إلى ثلاثة محركات رئيسية تحرك أسعار الذهب نحو مستويات غير مسبوقة.
تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية على ارتفاع سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي
تُعد توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية من العوامل الحاسمة التي تؤثر في تحركات سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي، إذ تنتظر الأسواق بشكل مكثف قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن تقليل معدلات الفائدة، وهو الأمر الذي يضعف من قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى. هذا الانخفاض في الدولار يزيد من جاذبية الذهب كأصل آمن ومستثمر بديل؛ فحين تنخفض أسعار الفائدة، تقل تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، وهذا ما يدفع المستثمرين إلى زيادة مشترياتهم، سعياً وراء عوائد مستقرة وآمنة في ظل ظروف اقتصادية متقلبة.
دور المخاطر السياسية في تحفيز صعود سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي إلى مستويات قياسية
تعزز احتمالات الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة من التوترات التي تضغط على سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي، فعجز الموازنة العامة والخلافات السياسية المستمرة تقلل من ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأميركي قصير الأجل. هذا المناخ السياسي المتقلب يحث على البحث عن الأصول الأكثر أمانًا، والذهب هو الخيار المفضل في أوقات عدم اليقين. إلى جانب ذلك، تصاعد الاضطرابات الجيوسياسية في مناطق مثل أوكرانيا وغزة يزيد الطلب العالمي على الذهب، ما يرفع من قيمته ويعزز مكانته كملاذ آمن في ظل الصراعات الممتدة.
كيف تؤثر زيادة مشتريات البنوك المركزية على ارتفاع سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي
في ظل البيئة العالمية المضطربة، أظهرت البنوك المركزية حول العالم استجابة واضحة بزيادة احتياطياتها من الذهب خلال الربع الثاني من العام، حيث بلغت مشتريات الذهب نحو 1249 طنًا، مسجلة زيادة بنسبة 3% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. هذا التوجه يأتي في إطار استراتيجية تنويع الاحتياطيات بعيدة عن المخاطر المرتبطة بتقلبات الدولار والأسواق العالمية. ورافق ذلك تدفق قياسي على صناديق المؤشرات المدرجة المدعومة بالذهب، مما عزز القوة الشرائية ودفع المستثمرين الأفراد والمؤسسات إلى تعزيز مراكزهم الاستثمارية.
العامل الرئيسي | التأثير على سعر الأونصة |
---|---|
توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية | خفض تكلفة الفرصة البديلة للذهب وزيادة جاذبية الاستثمار |
المخاطر السياسية والإغلاق الحكومي الأميركي | تعزيز حالة عدم اليقين وتوجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة |
زيادة مشتريات البنوك المركزية | رفع الطلب العالمي على الذهب وزيادة الاحتياطيات الرسمية |
وإلى جانب توسع الطلب الاستثماري على الذهب، شهدت مبيعات المجوهرات والذهب المشغول في مناطق عديدة كآسيا والشرق الأوسط تباطؤًا ملحوظًا، وذلك نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار الذي قلل من القدرة الشرائية والاستعداد للإنفاق الاستهلاكي. في المقابل، لم يقتصر تأثير السيولة العالمية على الذهب فقط، إذ أن الأسواق المالية وشركات العملات الرقمية مثل البتكوين سجلت أرقامًا قياسية، مما يدل على رغبة المستثمرين في تنويع محافظهم بين المخاطر والعوائد الآمنة.
يشير صعود سعر الأونصة في سوق الذهب العالمي إلى تصاعد حالة القلق الاقتصادي والجيوسياسي التي يشهدها العالم، مما يقود المستثمرين والمحافظ الرسمية إلى الاعتماد بشكل أكبر على الذهب كملاذ آمن يحمي من تقلبات الأسواق، لا سيما مع استمرار التوقعات المتعلقة بتخفيضات الفائدة الأميركية وارتفاع مخاطر الأحداث السياسية.