صناعة التعهيد.. وزير الاتصالات يؤكد تحوّلها إلى قطاع جاذب للعمل بمردود مادي واجتماعي مرتفع

أصبحت صناعة التعهيد في مصر قطاعًا جاذبًا للعمل لمردوده المادي والاجتماعي المرتفع، حيث تضم مصر كفاءات متميزة من الشباب والفتيات المتقنين لعدة لغات أجنبية غير تقليدية مثل الإنجليزية والفرنسية، مما يعزز فرص جذب الشركات العالمية إلى السوق المصري. هذا القطاع بات يمثل نموذجًا ناجحًا يُمكن الشباب من بناء مسارات مهنية مزدهرة في مجالات التواصل وخدمة العملاء.

أهمية صناعة التعهيد ومردودها الاقتصادي والاجتماعي في مصر

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على الدور البارز لصناعة التعهيد في توفير فرص العمل وتعزيز النمو الاقتصادي في مصر وخاصة في محافظات الصعيد مثل الأقصر، التي شهدت افتتاح فرع لشركة فاوندإيفر Foundever العالمية لتقديم خدمات التعهيد وتجربة العملاء (CX). تطوير هذه الصناعة يعكس الانتباه الحكومي نحو تعزيز استثمارات الشركات العالمية، لافتًا إلى أن الشباب أدركوا قيمة هذا القطاع الذي يتيح لهم فرصًا مهنية مجزية على الصعيدين المادي والاجتماعي.

استراتيجية تنمية صناعة التعهيد وتوفير فرص العمل في الصعيد

تعتبر خطوات التوسع في صناعة التعهيد بالمحافظات ركيزة أساسية لاستراتيجية الدولة في بناء قاعدة قوية للصناعة الرقمية؛ إذ يوفر المركز الجديد في الأقصر فرص عمل لنحو 240 مختصًا من شباب المحافظة، على أن يُرفع العدد المستهدف إلى 400 موظف بحلول عام 2026. وبيّن الوزير أن البرامج التدريبية المتخصصة موجهة لتأهيل الشباب المصري للعمل في هذا القطاع المتنامي عالميًا، مع التركيز على دمج أبناء الصعيد في الاقتصاد الرقمي وتمكينهم اجتماعيًا واقتصاديًا عبر استعمال مهاراتهم اللغوية وتوفير بدائل عديدة للتوظيف.

دور التقنيات الحديثة في تعزيز صناعة التعهيد المصرية

تسعى الشركات العالمية العاملة في مجال التعهيد إلى إدماج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملياتها لتعزيز جودة تجربة العملاء وكفاءة فرق العمل؛ إذ تشمل هذه التقنيات الأتمتة الذكية، ونماذج اللغة المخصصة، والذكاء الاصطناعي التفاعلي. مركز فاوندإيفر في الأقصر يعد نموذجًا متقدمًا يغطي هذه الابتكارات، حيث يدمج بين قدرات التكنولوجيا الحديثة والكفاءات البشرية المتميزة، مما يحقق إنتاجية عالية وتجارب عملاء متفردة تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في تقديم خدمات التعهيد.

تشكل صناعة التعهيد في مصر نموذجًا متطورًا يسهم في توزيع فرص العمل بشكل فعال على مستوى المحافظات، ويساعد في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة تعزز الاقتصاد الوطني، مع التركيز على تقليل معدلات دوران العمالة وزيادة الولاء الوظيفي في المناطق خارج القاهرة، ما يشير إلى تحول ملموس في رؤية الدولة تجاه تطوير الموارد البشرية الرقمية وتحقيق تنمية متوازنة.