النفط يرتفع.. طلب الوقود الأمريكي يقود السوق إلى ارتفاع ملموس

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا غير مسبوق مؤخرًا، حيث قفزت إلى مستويات قياسية جديدة بفضل عوامل مشتركة مع ارتفاع أسعار الذهب التاريخي، مما جذب اهتمام المستثمرين والمتعاملين في الأسواق العالمية.

تطورات أسعار الفضة القياسية وديناميكيات السوق الحالية

وصلت الفضة الفورية إلى 49.55 دولارًا للأوقية بعد صعود بنسبة 3.4%، متجاوزة أعلى مستوى لها منذ 1980، كما ارتفعت عقود ديسمبر الآجلة إلى 49.20 دولارًا بنمو 3.2% في نيويورك؛ ويعزى هذا الأداء إلى حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي المتصاعدة، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، فضلاً عن تدفقات هائلة نحو صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) التي عززت الطلب.
الطلب الموسمي في الهند، وتخفيض مخزونات كومكس إلى مستويات دنيا، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإقراض، شكلت عوامل أخرى محفزة لارتفاع الأسعار، وفقًا لرؤى سوكي كوبر من بنك “ستاندرد تشارترد”. وتحفز هذه الظروف خبراء مثل “إتش إس بي سي” لتعديل توقعاتهم بأسعار الفضة إلى 38.56 دولارًا في 2025، و44.50 دولارًا في 2026، متوقعة تقلبات واستمرار قوة الطلب.

أساسيات سوق الفضة العالمية وتأثير العرض والطلب على الأسعار

تعكس البيانات الأساسية سوقًا يتجه نحو تقلص العرض في الوقت الذي يشهد فيه الطلب الصناعي تزايدًا مستمرًا، حيث تواجه عمليات التعدين مجموعة من التحديات تشمل انخفاض جودة خام الفضة، وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، إلى جانب صعوبات في تراخيص التعدين والتنمية التقنية للمناجم الجديدة.
كما تشير التوجهات إلى توتر كبير بين العرض والطلب بما يسبب “ضغط سوق الفضة” (Silver Squeeze)، وهو وضع نادر يؤدي إلى رفع الأسعار بشكل واضح، خصوصًا مع محدودية المخزونات المادية وازدياد الطلب في قطاعات متقدمة.

  • انخفاض جودة خام الفضة في المناجم الرئيسية
  • ارتفاع تكاليف الطاقة والتضخم يثقل كاهل الإنتاج
  • ضعف طاقة التكرير مقارنة بالنمو في الطلب الصناعي

العوامل الداعمة والاقتصاد الكلي التي تؤثر في أسعار الفضة

تواصل السياسات النقدية للبنوك المركزية، خاصة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لعب دور محوري في أسعار الفضة، حيث تؤثر معدلات الفائدة الحقيقية سلبًا أو إيجابًا على تكلفة الاحتفاظ بالفضة كأصل خزينة؛ ففي حالات الفائدة السلبية أو المنخفضة ترتفع جاذبية الفضة، متزامنة مع التوسع النقدي الذي شهدته الاقتصادات خلال الأزمات الأخيرة، مما يعزز قوة المعادن الثمينة.
أيضًا، تسهم المناخات التضخمية وعدم اليقين الاقتصادي المستمر، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، في تعزيز توجهات المستثمرين نحو الفضة باعتبارها ملاذًا آمنًا وغطاءً ضد التدهور النقدي، خاصة مع دمجها خصائص السلعة الصناعية والقيمة النقدية، وقلة المخزونات المتاحة للسوق.

العامل الأثر على سعر الفضة
السياسة النقدية ومعدلات الفائدة تخفض الفائدة الحقيقية الجاذبية وتزيد الطلب خلال الفائدة المنخفضة
التضخم يعزز الطلب الاستثماري كوسيلة تحوط
الطلب الصناعي ينمو بفضل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا
مخزونات السوق ضغط نقص العرض يؤدي لارتفاع الأسعار

يرتبط الطلب الصناعي على الفضة بنمو قطاعات الطاقة المتجددة والتقنيات المتقدمة؛ فالاستخدام المكثف في الألواح الشمسية والتكنولوجيا الحديثة يجعلها عنصراً لا غنى عنه، مما يدعم أساسيات السعر على المدى المتوسط والبعيد في ظل تحولات السوق المستمرة.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.