الفضة على أعتاب تاريخ جديد .. ذروة 1980 على وشك الانكسار برقم قياسي جديد
مع اقتراب أسعار الفضة من مستوياتها المرتفعة السابقة، يزداد التساؤل عن متى ستتجاوز الفضة ذروتها التي سجلتها في عام 1980، وهو موضوع يشغل المستثمرين والخبراء على حد سواء، لفهم هذا الاحتمال نحتاج لاستعراض تفاصيل الأحداث التي أدت إلى هذه القفزة الاستثنائية في سوق الفضة العالمي.
تفاصيل أزمة الأخوين هانت وتأثيرها على ذروة الفضة التاريخية
في بداية عام 1980، شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا غير مسبوق بسبب محاولات الأخوين هانت للسيطرة على السوق، ما تسبب في زيادة حادة وغير طبيعية لأسعار الفضة قبل أن تتدخل الأسواق المالية لضبط الوضع، وبلغ سعر الفضة القياسي في مزاد 18 يناير 1980 في سوق لندن للفضة حوالي 49.45 دولار للأونصة، ورغم أهمية هذا الرقم إلا أن البيانات التفصيلية عن التداول اليومي آنذاك غير متوفرة بدقة، بحسب مصادر جمعية سوق لندن للسبائك، مما يصعب تصور الصورة الكاملة لتلك الذروة التاريخية ويجعل تحليلات المستثمرين أكثر تحديًا.
صعود سعر الفضة في الأسواق العالمية من 1980 حتى اليوم
عبر سجلات التداول اليومية المتاحة منذ عام 1993، سجل سعر الفضة الأعلى في لندن 49.8044 دولار للأونصة في 25 أبريل 2011، وهو مبلغ يقترب بشدة من الذروة المسجلة في 1980، بينما حققت بورصة Comex في نيويورك ذروة تاريخية في 18 يناير 1980 عند 50.35 دولار للأونصة حسب بيانات CME Group، وفي بورصة شيكاغو التجارية وصلت الذروة إلى 52.50 دولار للأونصة في 21 يناير 1980، وفق ما نشرته “نيويورك تايمز”، ما يشير إلى أن تلك الفترة شهدت أرقامًا قياسية عالمية غير مسبوقة وأسست معيارًا لعالم أسعار الفضة.
العوامل المؤثرة على ارتفاع أسعار الفضة وفرص تجاوز ذروة 1980
الأسعار الحالية للفضة تشهد صعودًا نحو مستويات لم تصلها منذ عام 2011، مدفوعة بتحركات المستثمرين الباحثين عن أصول مستقرة في ظل تقلبات اقتصادية عالمية، إلا أن تجاوز سعر الفضة لمستوى ذروة عام 1980 يتطلب تخطي حاجز 50 دولارًا للأونصة في الأسواق الرئيسية مثل Comex ولندن، ويعتمد ذلك على عدة عوامل منها:
- التوترات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات التضخم التي تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة.
- التقلبات في أسواق المال وتحركات المستثمرين الباحثين عن حماية أموالهم.
- العرض والطلب الصناعي المتزايد، خاصة في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية التي تعتمد بشكل كبير على الفضة.
- تأثير تحركات الذهب التي غالبًا ما يسير سعرها بالتوازي مع سعر الفضة في الأسواق.
إذا استمرت هذه العوامل في التأثير الإيجابي على أسعار الفضة، فمن المتوقع أن تقترب من أو تتجاوز ذروتها المسجلة في عام 1980، مما قد يخلق فرصًا استثمارية محتملة، مع ضرورة الانتباه إلى تقلبات السوق التي قد لا تخلو من المخاطر.