الفضة ترتفع.. أسعار الفضة تحقق أرقامًا تاريخية مع ارتفاع الذهب وتجاوز جميع التوقعات

شهدت الأسواق مع ارتفاع أسعار الفضة مؤخراً توجه المستثمرين نحو البحث عن أدوات استثمارية أكثر أمانًا لحماية أموالهم من تقلبات الأسواق العالمية، مما جعل الفضة تحتل موقع الصدارة ضمن المعادن التي تنال اهتماماً متزايداً في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية الراهنة.

تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوترات السياسية على أسعار الفضة

دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي أسبوعه الثاني دون أي مؤشرات على حل يُذكر، وهو الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة بشأن تأثيره على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، حيث يرجح المحللون أن استمرار هذا الشلل السياسي قد يضغط على معدلات النمو ويعقد مهمة صناع القرار المالي والنقدي؛ مما يدفع المستثمرين للاتجاه نحو الذهب والفضة باعتبارهما ملاذين آمنين في فترات عدم اليقين الاقتصادية. هذا الواقع يصب في صالح الفضة، التي تستفيد بشكل مباشر من الأزمات عبر زيادة الطلب عليها كأصل تحوط. بالإضافة إلى ذلك، تتابع الأسواق باهتمام مواقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في الشهر الجاري واحتمال خفض آخر في ديسمبر؛ وهو ما يعد من العوامل المحفزة لارتفاع أسعار الفضة لأنها تقلل من جاذبية الأصول المقومة بالدولار، وتعزز نسب الطلب على المعادن النفيسة كبديل استثماري. كما ساهم تراجع الدولار مؤخراً بتدعيم المكاسب السعرية للفضة، في وقت تشهد فيه أوروبا واليابان تحولات سياسية غير متوقعة تزيد من منسوب عدم اليقين الاقتصادي.

دور التغيرات السياسية والجيوسياسية في دفع أسعار الفضة نحو الصعود

لم تقتصر مخاوف المستثمرين على الولايات المتحدة فقط، بل شملت انتكاسات سياسية في أوروبا وآسيا زادت من الضغوط على الاستقرار الاقتصادي العالمي؛ ففي فرنسا أدت استقالة رئيس الوزراء إلى اضطرابات جديدة في ثاني أكبر اقتصاد أوروبي، بينما شهدت اليابان صعود ساناي تاكايتشي على رأس الحزب الحاكم، مما قد يعيد تشكيل البيئة الاقتصادية في آسيا. تعزز هذه العوامل الدفعة الإيجابية التي تعيشها الفضة، فتتصدر قائمة الملاذات الآمنة التي يتجه إليها المستثمرون وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، ما يعكس دورها كمخزن قيمة في فصول عدم الاستقرار. وتلعب الفضة أيضًا دوراً مهماً في صناعة الطاقة المتجددة والإلكترونيات، إذ يُعد الطلب الصناعي المتنامي من القطاعات الحديثة أحد الأعمدة التي تدعم ارتفاع أسعارها.

العوامل الصناعية ومستقبل أسعار الفضة في ظل طلب متزايد وعجز مستمر

التمتع بخصائص فريدة كأحد أفضل الموصلات الكهربائية يجعل الفضة مطلبًا جوهريًا في مجالات الطاقة الشمسية والإلكترونيات، خصوصًا مع توسع مشاريع الطاقة المتجددة التي تتزايد سرعتها باستمرار، وهو ما يعكسه الطلب الصناعي المتنامي على المعدن الأبيض. وتشير توقعات معهد الفضة العالمي إلى استمرار العجز في الإمدادات للسنة الخامسة على التوالي عام 2025، ما يخلق ضغطًا إضافيًا يدفع أسعار الفضة للارتفاع المستمر. يتوقع المحللون أن تجاوز سعر الأوقية علامة 50 دولارًا أمر ممكن خلال الفترة القادمة إذا استمر الإغلاق الحكومي الأمريكي واشتدت التوترات الجيوسياسية. مع ذلك، لا يغيب عن البعض خطر تقلب الأسعار في حال حدوث انفراج سياسي أو تحسن اقتصادي، بينما يرى القسم الأكبر أن الفضة ما تزال تتحرك ضمن دورة صعودية ناضجة مدعومة بزيادة الطلب وقلة المعروض العالمي.

سعر الفضة الحالي التفصيل
سعر الأوقية 49.54 دولار
أعلى مستوى على الإطلاق نسبة مكاسب منذ بداية العام أكثر من 30%
متوسط سعر 2024 37.5 دولار للأوقية
  • تصاعد التوترات الجيوسياسية والبحث عن ملاذات آمنة تدعم الفضة
  • الإغلاق الحكومي الأمريكي وتأثيره السلبي على ثقة الأسواق
  • توقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يقلل من جاذبية الدولار
  • تراجع قيمة الدولار أمام العملات الرئيسية يدفع رفع قيمة الفضة
  • ازدياد الطلب الصناعي من قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات
  • استمرار العجز في الإمدادات العالمية للعام الخامس على التوالي
  • المخاوف الاقتصادية العالمية التي تجعل الفضة خياراً آمناً

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.