الذهب يخترق سقف 4,000 دولار.. ويسجل رقمًا قياسيًا جديدًا وسط ضبابية اقتصادية عالمية

شهد سعر الذهب ارتفاعًا تاريخيًا اليوم الأربعاء، متجاوزًا 4,000 دولار للأونصة وسط تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن بسبب الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية العالمية التي تثير قلق المستثمرين.

لماذا يُعتبر الذهب مخزنًا للقيمة مع استمرار الصعود القياسي

يُعد الذهب مخزنًا موثوقًا للقيمة، خاصة في أوقات الأزمات، حيث ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 53% منذ بداية العام الجاري بعد زيادة 27% في عام 2024؛ ما يعكس ثقة المستثمرين باتجاهه الصعودي. وبحسب تاي وونغ، المتداول المستقل في المعادن، هناك تفاؤل كبير في السوق، وبدأ المستثمرون يركزون على تحقيق هدف جديد عند 5,000 دولار للأونصة مع توقعات مستمرة لخفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

العوامل الاقتصادية التي تدعم مسار سعر الذهب القياسي

يشير وونغ إلى وجود بعض العقبات المحتملة مثل هدنة دائمة في مناطق النزاع، ولكنه يؤكد أن العوامل الرئيسية مثل الدين المتزايد، وضرورة تنويع الاحتياطيات، وضعف الدولار الأمريكي، ستظل داعمة لمسار سعر الذهب المتوسط والبعيد الأمد. ويرى أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستمر إضافة إلى مشتريات البنوك المركزية العالمية تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز هذا الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب.

تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي على تحركات سعر الذهب

دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي اليوم السابع، ما أدى إلى تأجيل صدور مؤشرات اقتصادية مهمة من أكبر اقتصاد عالمي؛ الأمر الذي دفع المستثمرين للاعتماد على بيانات غير حكومية لتقييم توقيت خفض الفائدة المقبل من الفيدرالي. ويُسعر السوق حاليًا احتمالية خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم، مع توقع خفض لاحق مماثل في ديسمبر، مما يجعل الذهب ذا جاذبية أكبر رغم أنه لا يحقق عوائد مثل الأصول الأخرى.

عوامل عدم اليقين ورغبة المستثمرين في جني الأرباح وتأثيرها على سعر الذهب

تحت تأثير مستويات عالية من عدم اليقين، تزيد أسعار الذهب، وفقًا لكبير محللي الأسواق في KCM Trade، تيم ووترر، حيث ترتبط التقلبات الجيوسياسية بشكل واضح بحركة سوق الذهب. وفي الوقت الذي تدعم فيه ديناميكيات السوق الحالية ارتفاع الأسعار، يبقى الخطر القصير الأمد المتمثل برغبة بعض المستثمرين في جني الأرباح عند حاجز 4,000 دولار محتملاً، مما قد يؤدي إلى تقلبات طفيفة.

دور “الخوف من فوات الفرصة” والاضطرابات العالمية في دعم ارتفاع الذهب

يلعب عامل “الخوف من فوات الفرصة” دورًا نفسيًا مهمًا في دفع المستثمرين للمشاركة المكثفة مع الارتفاعات القياسية في الذهب. كما أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها فرنسا واليابان زادت الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، ما يعكس الطبيعة العالمية لهذا الصعود في الأسعار.

توقعات مستمرة للارتفاع مع نمو المعادن الثمينة الأخرى

يرى كايل رودا، محلل الأسواق في Capital.com، أن الانتخابات الأخيرة في اليابان وتوقعات زيادة الإنفاق الحكومي تعزز توجه الاقتصاد نحو التشغيل الكامل، ما ساهم في دفع أسعار الذهب للارتفاع. ويتوقع المحللون استمرار تدفقات الاستثمار إلى صناديق الذهب المتداولة ومشتريات البنوك المركزية، مع آفاق خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال السنوات القادمة. أما المعادن الثمينة الأخرى، فقد سجلت ارتفاعات ملحوظة بنسبة 1.3% للفضة و2.5% للبلاتين، و1.8% للبلاديوم.

المعدن نسبة الارتفاع
الذهب 53% منذ بداية العام
الفضة 1.3%
البلاتين 2.5%
البلاديوم 1.8%

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.