الذهب يحقق مكاسب قياسية.. مع استمرار حالة عدم اليقين فوق مستوى 4 آلاف دولار

قفز سعر الذهب إلى أكثر من 4000 دولار للأوقية لأول مرة صباح الأربعاء، في تطور غير مسبوق في تاريخ المعدن النفيس، متأثراً بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط توقف أنشطة الحكومة الأميركية وتنامي التوقعات بتخفيضات إضافية في سعر الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي؛ حيث بلغ سعر الذهب في بداية التعاملات الآسيوية 4001.11 دولار للأوقية، مسجلاً ارتفاعاً يقارب 50% منذ مطلع العام.

الارتفاع التاريخي لسعر الذهب وأسبابه الاقتصادية

شهد سعر الذهب معاملات فورية عند 3997.09 دولار للأوقية، مع تسجيل أعلى مستوى على الإطلاق عند 4000.96 دولار؛ كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب لشهر ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 4020 دولار للأوقية؛ يأتي هذا الارتفاع في سياق الطلب المتزايد على الذهب كمخزون للقيمة خلال فترات الاضطراب الاقتصادي. منذ بداية العام، صعد الذهب بنسبة 52% بعد تحقيق نمو 27% في عام 2024، مما يعكس تأثره بعوامل متعددة أبرزها تعليقات البنوك المركزية وزيادة الشراء من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.

تأثير مشتريات البنوك المركزية وتراجع الدولار على سوق الذهب

ساهمت مشتريات البنوك المركزية المتزايدة في تعزيز الطلب على الذهب، إلى جانب تجدد اهتمام المستثمرين بصناديق الاستثمار المدعومة بالمعدن الأصفر؛ كما ساهم تراجع الدولار في تقوية جاذبية الذهب كملاذ آمن، إلى جانب الطلب القوي من الأفراد الذين يزداد حماسهم للاستثمار في المعدن النفيس. هذه العوامل مجتمعة ترسم صورة واضحة لتوجه السوق نحو الذهب، في ظل تقلبات اقتصادية غير مستقرة.

دور المحللين وسلوك المستثمرين في تعزيز صعود الذهب

يرى المحللون أن الخوف من تفويت الفرصة يدفع المزيد من المستثمرين إلى اقتناص الذهب، ما يعزز من وتيرة ارتفاع الأسعار بشكل مستمر؛ ويضاف إلى ذلك التوقعات المستمرة بتخفيضات الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي، والتي لها تأثير مباشر على أسعار المعدن النفيس. مع استمرار هذه الظروف، يظل الذهب خياراً جذاباً للمستثمرين الباحثين عن الأمان وتحقيق العوائد وسط حالة عدم اليقين السائدة.