من لندن إلى هونغ كونغ.. جهاز آيفون واحد يكشف شبكة تهريب 40 ألف هاتف مسروق ويقود الشرطة البريطانية لمداهمة مثيرة

في تحري أمنية مكثفة حول تهريب الهواتف المحمولة المسروقة من بريطانيا، كشفت الشرطة البريطانية عن شبكة دولية تدير شحنات تصل إلى 40 ألف هاتف مسروق خلال عام واحد، متجهة إلى الأسواق الآسيوية، وخاصة الصين.

تفاصيل التحقيق في تجارة تهريب الهواتف المحمولة المسروقة من بريطانيا

أطلق التحقيق إثر تعقب أحد الضحايا لهاتفه المسروق إلكترونيًا حتى وصل إلى مستودع قرب مطار هيثرو في لندن، حيث عثر حراس الأمن على هاتف داخل صندوق ضم 894 جهازًا آخر، تبين أن معظمها مسروقة وموجهة إلى هونغ كونغ. مكنت هذه المعلومة الشرطة من تعقب المزيد من الشحنات، مستخدمة التحليل الجنائي لتحديد هويتين رجلين من أصل أفغاني في الثلاثينيات من العمر. عند توقيفهما، ضبطت الشرطة داخل سياراتهما عشرات الهواتف مغلفة بورق ألومنيوم؛ لمنع تعقبها إلكترونيًا، كما عُثر على حوالي 2000 جهاز ضمن ممتلكاتهما. ووجهت لهما تهم التآمر لتلقي بضائع مسروقة وإخفاء ممتلكات جنائية، قبل أن تطال التهم رجلًا هنديًا يبلغ 29 عامًا، مع اعتقال 15 مشتبهًا إضافيًا أغلبهم نساء في مداهمات صباحية تمت خلالها مصادرة نحو 30 هاتفًا آخر.

العملية الأكبر في تاريخ شرطة لندن لمكافحة سرقة الهواتف المحمولة

وصف القائد أندرو فيذرستون، المسؤول عن مكافحة تهريب الهواتف المحمولة في شرطة لندن، هذه الحملة بأنها الأكبر من نوعها على الإطلاق بالمملكة المتحدة، موضحًا نجاح الشرطة في تفكيك شبكات إجرامية تمتد من اللصوص في الشوارع إلى منظمات دولية تصدر عشرات آلاف الأجهزة سنويًا. تشير التقديرات إلى مسؤولية تلك الشبكة عن نحو نصف الهواتف المسروقة في لندن، والتي تشهد أكبر نسب سرقة في البلاد.

ارتفاع مستمر في سرقة الهواتف المحمولة في لندن وأسباب الطلب المتزايد على الهواتف المستعملة

تشير البيانات إلى أن عدد الهواتف المحمولة المسروقة في العاصمة البريطانية تضاعف تقريبًا خلال أربع سنوات، من 28,609 حالات في 2020 إلى أكثر من 80,000 في 2024، حيث تُرتكب ثلاثة أرباع هذه السرقات داخل لندن، خاصة في المناطق المكتظة بالسياح مثل “ويست إند” و”وستمنستر”. وأظهرت إحصائيات مكتب الإحصاءات الوطنية ارتفاعًا في حوادث السرقة بنسبة 15% في إنجلترا وويلز خلال مارس 2025، مسجلة أعلى مستوى منذ عام 2003.

يرجع ارتفاع الطلب على الهواتف المستعملة، محليًا وخارجيًا، إلى إمكانية تحقيق أرباح كبيرة، مما دفع بعض المجرمين إلى التخلي عن تجارة المخدرات واتجاههم نحو تجارة الهواتف المربحة. وأكدت وزيرة الشرطة سارة جونز أن العصابة ركزت على أجهزة Apple نظرًا لقيمتها العالية في الأسواق الخارجية، إذ يرتفع سعر الهاتف المسروق من حوالي 300 جنيه إسترليني في السوق المحلية إلى ما يصل إلى 4000 جنيه إسترليني في الصين، حيث تسمح التكنولوجيا المرتبطة بالهاتف بتجاوز القيود والرقابة المفروضة هناك.