قفزة قياسية.. انفجار أسعار الذهب في اليمن يُسجل تجاوز الجرام 62 ألف ريال لأول مرة

ارتفعت أسعار الذهب في اليمن إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 24 إلى أكثر من 62 ألف ريال يمني لأول مرة في التاريخ، في ظل وضع اقتصادي متدهور أدى إلى إصابة المواطنين بحالة من الصدمة والهلع بسبب ارتفاع تكلفة معدن الذهب بشكل مذهل وتأثيره المباشر على حياة الأسر اليمنية.

ارتفاع سعر جرام الذهب في اليمن وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية

شهدت الأسواق اليمنية انفجارًا في أسعار الذهب، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 أكثر من 60 ألف ريال، بينما وصلت قيمة الأونصة الواحدة إلى ما يقارب 1.9 مليون ريال، وهو مبلغ يعادل سعر سيارة مستعملة في السوق المحلي؛ ما جعل القدرة على شراء الذهب مستحيلة بالنسبة لغالبية السكان، خصوصًا الموظفين الذين بات عليهم ادخار رواتبهم لأشهر طويلة لشراء كمية قليلة من المعدن الثمين؛ ما انعكس في تراجع طموحاتهم الاجتماعية مثل الزواج وتوفير الهدايا، بالإضافة إلى تبدد أحلام الادخار والاستثمار بأمان.

الأسباب الرئيسية لتضاعف أسعار الذهب في اليمن وأزمة الريال اليمني

خلال السنوات الماضية، وخصوصًا منذ اندلاع الحرب عام 2014، ارتفعت الأسعار بمعدل تفوق 15 مرة نتيجة عدة عوامل متلاحقة منها انهيار قيمة الريال اليمني أمام الدولار بنسبة 400%، تعطل البنوك، نقص السيولة المحلية، وارتفاع أسعار النفط العالمية؛ مما أثار أزمة اقتصادية عميقة انعكست بصورة واضحة على أسعار الذهب، التي أصبحت أكثر تقلبًا وشدة؛ حيث يرى الخبراء احتمال بلوغ سعر جرام الذهب في اليمن 70 ألف ريال خلال الفترة القادمة إذا استمرت هذه الظروف.

الذهب في اليمن بين مأساة الأسر وفرصة المستثمرين وسط الأزمة الاقتصادية

تتفاقم الأزمة مع تأثير ارتفاع سعر الذهب على حياة المواطنين، ففي أحياء صنعاء الشعبية مثلاً، انتشرت قصص معاناة الأسر التي تئن تحت وطأة ارتفاع تكلفة الذهب، وتراجع نسب الزواج بنسبة تقارب 40% بسبب عدم قدرة الأسر على تأمين متطلبات الزواج التقليدية التي تعتمد على الذهب كرمز للكرامة والاحتفال، في حين يرى بعض المستثمرين في الذهب ملاذًا آمنًا للحفاظ على القيمة وسط انهيار العملة المحلية؛ إذ تمكن بعض التجار مثل محمد الصوفي من مضاعفة ثرواتهم عبر الاستثمار الذكي في المعدن النفيس، ما يمثل وجهًا آخر من الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي يعيشها اليمن.

الذهب في اليمن أصبح مقياسًا حقيقيًا لمدى الأزمة الاقتصادية التي تجتاح البلاد؛ إذ يتحول هذا المعدن النفيس إلى كابوس يثقل كاهل الطبقات الوسطى، ويدفعهم إلى اتخاذ قرارات صعبة مثل بيع مجوهراتهم لتأمين حاجاتهم الأساسية، بينما يظل الذهب يشكل عنصرًا حاسمًا في حياة الأغنياء والمستثمرين؛ لذلك يترقب الكثيرون تطورات الأسعار مع تأملات في إمكانية عودة السوق إلى استقرار نسبي تيسر فيه إمكانية شراء الذهب بشكل ميسر أمام شرائح أوسع من المجتمع.