سعر الدولار اليوم في بغداد .. تحديثات دقيقة لسوق الصيرفات وأربيل تعزز توجهات البيع والشراء

سعر الدولار في بغداد والسوق السوداء يشهد تقلبات مستمرة وسط تحركات السوق الموازي لتصريف الدولار حيث سجَّل سعر صرف الدولار في بورصة الكفاح بالعاصمة بغداد 141,550 دينار لكل 100 دولار بعد تذبذب ملحوظ، مقارنة بصباح اليوم الذي بلغ فيه السعر 149,000 دينار لكل 100 دولار، فيما ارتفعت الأسعار في أربيل لتصل إلى 142,500 دينار سعر البيع و140,500 سعر الشراء لكل 100 دولار حسب ما ذكره مراسل صحيفة العراق. أما في السليمانية، فقد بلغ سعر الصرف 139,275 دينار لكل 100 دولار أمريكي.

التغييرات في سعر الدولار في الأسواق العراقية وتطورات بورصة الكفاح

شهدت أسعار صرف الدولار تقلبات ملحوظة في الأسواق العراقية وسط محاولات السيطرة الحكومية على السوق الموازية؛ فبعد قرار مجلس الوزراء بتعديل سعر الصرف الرسمي إلى 1320 دينار للدولار الواحد في 7 فبراير الماضي، لم تشهد أسعار الدولار استقرارًا حقيقيًا بسبب الفجوة الكبيرة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء الذي بلغ 14%، ما أدى إلى تحقيق أرباح كبيرة لمكاتب وشركات الصيرفة تقدر بـ 93 مليون دولار. ويأتي ذلك في ظل عدم قدرة البنك المركزي على فرض الاستقرار الكامل رغم محاولات تفعيل نظام السويفت والمنصة الإلكترونية للتحويلات المالية الدولية التي لم تغير كثيرًا من واقع السوق الموازي.

قرارات البنك المركزي العراقي وتأثيرها على سعر صرف الدولار في السوق الموازي

صادق البنك المركزي العراقي على عدة قرارات لتعزيز دور المؤسسات المالية وتأمين العملة الأجنبية للمستفيدين عبر المنصة الإلكترونية تبعًا لنظام سويفت، حيث شهدت الحوالات الخارجية التجارية زيادة من 50 مليون دولار يوميًا في بداية 2023 إلى 200 مليون دولار حاليًا. وأكد نائب محافظ البنك المركزي عمار خلف أن الرفض الأميركي للحوالات تراجع بفضل التزام البنوك والتجار بالمتطلبات الدولية، كما يتواصل البنك مع وزارة الخزانة الأميركية لرفع الحظر عن بعض المصارف. هذه التطورات ساهمت في تقليل الكتلة الشرائية للدولار في السوق الموازية، حيث لم يتبق سوى حوالي 25 مليون دولار يوميًا يتم شراؤها خارج المنصة الرسمية، مما يؤثر على استقرار السعر في السوق السوداء.

أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي ووجهات نظر الخبراء الاقتصاديين

يعتبر ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي أمرًا طبيعيًا في ظل نقص عرض الدولار المطلوب لتلبية حجم الطلب المتزايد، الذي يتجاوز حاجات الاستيراد ليشمل المضاربات والاحتياطات. وأوضح الخبير الاقتصادي محمود داغر أن القيود المفروضة على توسيع العرض، ومشاكل عمليات التحويل والفحص من الفيدرالي الأميركي أدت إلى عدم تلبية العرض للطلب المتزايد، ما يفسر صعود أسعار الصرف؛ أما الخبير نبيل جبار التميمي فبيّن أن المضاربات هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع السعر، متوقعًا عودة الاستقرار بين 1340 إلى 1360 دينار للدولار في حال تقديم تسهيلات للبنك المركزي تسمح بتحويلات مالية أقل تشددًا للشركات والتجار. كما دعا إلى الحد من تأثير التطبيقات التي تعرض أسعار صرف غير موثوقة للسوق السوداء، حيث لا تعكس الطلب الحقيقي وإنما تُعتبر وسيلة إعلامية فقط.

تُظهر الحركة في أسعار صرف الدولار عجزًا عن التوازن حتى الآن، بسبب عوامل عدة تتعلق بتفاوت الأسعار الرسمية وموازية السوق، إضافة إلى المواثيق المصرفية الدولية التي تحدد آليات التحويلات والمبيعات الرسمية؛ وهذا ما يجعل مراقبة سعر الدولار في بغداد والسوق السوداء مؤشرًا حيويًا يعكس واقع الاقتصاد في العراق، وخاصة مع استمرار الحاجة لتوفير الدولار للأنشطة التجارية والمضاربات المالية على حد سواء.