توقعات متفائلة.. الذهب يواصل صعوده عالميًا ومحليًا بدعم المخاطر الجيوسياسية وخفض الفائدة

ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق العالمية والمحلية مؤخرًا، مدعومة بزيادة الطلب الاستثماري وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي المحيط، بالإضافة إلى توقعات قوية بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر القادمة، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات، وهو ما يبرز أهمية حركة أسعار الذهب في ظل هذه الظروف.

تطور أسعار الذهب المحلية والعالمية وتأثير التخفيض المتوقع للفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية زيادة ملحوظة بنحو 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليصل جرام الذهب عيار 21 إلى 5315 جنيهًا مقابل نهاية تعاملات أمس، فيما ارتفعت الأوقية العالمية بحوالي 10 دولارات لتسجل 3970 دولارًا، بعدما سجلت سعرًا تاريخيًا عند 3977 دولارًا. وأوضح المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، سعيد إمبابي، أن عيارات الذهب الأخرى مرتفعة كذلك، حيث بلغ عيار 24 نحو 6074 جنيهًا، وعيار 18 سجل 4556 جنيهًا، بينما استقر الجنيه الذهب عند 42520 جنيهًا. ويأتي هذا الارتفاع بعد زيادة كبيرة بنحو 80 جنيهًا يوم الاثنين، حيث تم افتتاح التعاملات على سعر 5220 جنيهًا لعيار 21 وأغلق عند 5300 جنيه، بالتزامن مع ارتفاع الأوقية بنحو 74 دولارًا داخل السوق العالمية.

العوامل الجيوسياسية والمالية التي تعزز صعود أسعار الذهب عالميًا

يرجع استمرار ارتفاع أسعار الذهب إلى مجموعة من العوامل الجيوسياسية والمالية التي خلقت حالة من عدم اليقين بين المستثمرين، وأهمها الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر لأسبوعه الثاني، ما تسبب في توترات سياسية ومالية عاجلة، مع ارتفاع رهانات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي. ورغم أن الإغلاق قد يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي الأمريكي على المدى القصير، فإنه يعزز مكانة الذهب كملاذ استثماري آمن في ظل الغموض المالي. وبالإضافة إلى ذلك، تبرز المخاطر السياسية المتنامية في دول مثل فرنسا واليابان، إلى جانب زيادة المخاطر المالية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كخيار حماية يقدم أمانًا نسبيًا، خاصة بعد تراجع جاذبية السندات الحكومية. وأضافت رئيسة قسم أبحاث العملات الأجنبية والسلع في بنك كومرتس بنك، ثو لان نجوين، أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الاجتماعين القادمين تدعم ارتفاع الذهب، مع التوقعات التي تضع السعر عند 4000 دولار للأوقية هذا العام، وصعودًا إلى 4200 دولار في 2026.

دور صناديق الاستثمار والبنوك المركزية في تعزيز الطلب على الذهب

يلعب الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) دورًا رئيسيًا في استمرار صعود سعر الذهب، ويُعزى ذلك إلى ظاهرة “الخوف من تفويت الفرص” (FOMO) وتقلبات ثقة المستثمرين في الملاذات التقليدية مثل السندات الحكومية، حسب ما ذكر أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، والذي أكد أن مشتريات البنوك المركزية وانخفاض تكاليف التمويل يساهمان في تعزيز الزخم الصعودي للذهب. كما أظهرت بيانات حديثة من بنك الشعب الصيني استمرار زيادة احتياطيات الذهب لمدة 11 شهرًا متواصلة، مما يعكس سياسة التنويع عن الدولار لدى البنوك المركزية الكبرى. ووفقًا لأداة CME FedWatch، ترتفع احتمالية خفض الفائدة الأمريكي حتى بنسبة 97% في اجتماع أكتوبر، وهو ما يشجع على شحذ الطلب على الذهب. وحتى الآن، ارتفع سعر الذهب هذا العام بنسبة 51% بدعم من عمليات شراء قوية من المؤسسات وصناديق المؤشرات بالإضافة إلى ضعف الدولار، حيث رفعت توقعات بنك جولدمان ساكس السعر المستقبلي إلى 4900 دولار للأوقية بحلول ديسمبر 2026.