الذهب يقترب من 4000 دولار للأونصة .. تذبذبات الاقتصاد العالمي تصعد الأسعار وتزيد الترقب

اقتربت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم من مستوى 4000 دولار للأونصة، في ظل ارتفاع ملحوظ يعتبر الأكبر منذ بداية العام، ناتج عن موجة من الإقبال القوي على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة وتزايد التوقعات المتعلقة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.

تطور أسعار الذهب وتأثير التوترات الجيوسياسية على ارتفاع الذهب

سجل الذهب الفوري حوالي 3986 دولارًا للأونصة خلال جلسة التداول اليوم، محققًا أعلى مستوياته منذ فترة طويلة، في حين بلغت عقود الذهب المستقبلية ذروتها عند 4014 دولارًا قبل أن تشهد تراجعًا طفيفًا لاحقًا، ما يعكس حالة التقلب الحادة في الأسواق. ارتفع الذهب بشكل رئيسي نتيجة لتزايد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، إضافة إلى تراجع شهية المستثمرين في مواجهة الأزمات المتلاحقة في قطاعات المال والطاقة؛ ما جعل الذهب الخيار الأول للتحوط ضد الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.

العوامل الاقتصادية المؤثرة ودور خفض أسعار الفائدة الأمريكية في طلب الذهب

تعد التكهنات بقرب خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الربع الأخير من العام من أبرز العوامل التي عززت الطلب على الذهب؛ نظرًا للعلاقة العكسية بين معدلات الفائدة وقيمة المعدن النفيس، حيث يميل المستثمرون إلى شراء الذهب عند انخفاض العوائد على الأصول ذات الدخل الثابت. كما يؤثر تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي على توجهات الأسواق ويزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل استمرار الضبابية السياسية والمالية التي تثقل كاهل الأسواق الاستثمارية.

الآفاق المستقبلية لأسعار الذهب وسط تزايد الطلب من البنوك المركزية والمستثمرين

يوضح المحللون أن تخطي الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة قد يصبح واقعيًا في حال استمرار حالة التوتر الاقتصادية والسياسية الحالية؛ حيث تشهد البنوك المركزية والمستثمرون الأفراد تحركات مكثفة لزيادة مقتنياتهم من الذهب. وهذا الإقبال المتزايد يعكس توجهًا عالميًا نحو الحماية من تقلبات الأسواق المالية وعدم اليقين الذي يلف الاقتصاد، ما يجعل الذهب يحتفظ بمكانته كأحد أهم الأصول الآمنة في أوقات الأزمات.