قفزة استثنائية.. سعر الذهب يتجاوز 3941 دولاراً للأونصة ويحقق رقماً قياسياً جديداً

ارتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوى جديد متجاوزًا 3900 دولار للأونصة، متأثرًا بتوقعات قوية بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة قريبًا، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي التي تعصف بالولايات المتحدة وفرنسا واليابان، مما دفع المستثمرين للبحث عن الملاذ الآمن في الذهب.

ارتفاع أسعار الذهب بفعل عوامل عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمي

يرى الخبراء أن التطورات السياسية في فرنسا، والارتفاع الحاد في عوائد السندات اليابانية بسبب مخاوف التضخم، إلى جانب استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، كلها عوامل أساسية تساهم في ارتفاع أسعار الذهب. كانت الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة سيباستيان لوكورنو قد قدمت استقالتها بعد ساعات قليلة من تشكيلها، مما زاد من حدة الأزمة السياسية في البلاد. وفي اليابان، ضغوط الين ازدادت بعد اختيار الحزب الحاكم ساناي تاكايشي، ذات المواقف النقدية والمالية المتساهلة، كزعيمة جديدة له مؤخرًا. أما في الولايات المتحدة، فقد دخل الإغلاق الحكومي أسبوعه الأول، مع تهديدات البيت الأبيض بتسريح عدد كبير من الموظفين الفيدراليين، مما يضيف طبقة إضافية من الضبابية إلى المشهد الاقتصادي.

ارتفاع الذهب بنسبة 50% منذ بداية العام مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة

شهد الذهب ارتفاعًا تاريخيًا مع زيادة السعر بنسبة 50% منذ بداية العام، مستفيدًا من التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، واستمرارية مشتريات البنوك المركزية، والطلب المتزايد على المعادن النفيسة كمخزن للقيمة، خاصة في ظل ضعف الدولار. تجاوز سعر الذهب حاجز 3000 دولار للأونصة لأول مرة في مارس، وصعد إلى ما فوق 3800 دولار في أواخر سبتمبر، مما يعكس قوة الاتجاه الصاعد وسط بيئة مالية مضطربة.

الذهب يقترب من مستويات 4000 دولار مع توقعات جديدة للارتفاع

يشير بعض التحليل إلى محاولة بعض صناديق الاستثمار دفع الذهب ليتجاوز مستوى 4000 دولار للأونصة، وهو رقم تاريخي يلفت الأنظار. يُعرف الذهب بأنه أكثر المعادن استقرارًا في أوقات انخفاض أسعار الفائدة والاضطرابات الاقتصادية، خصوصًا مع عدم كونه يقدم عائدًا مباشرًا. يتوقع المستثمرون تخفيضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الجاري، مع فرصة لخفض إضافي في ديسمبر، الأمر الذي يدعم استمرار الصعود. وفي مذكرة بحثية لبنك UBS، تم الإشارة إلى وجود عوامل تدعم ارتفاع سعر الذهب، متوقعين أن يصل إلى 4200 دولار بحلول نهاية العام.

ارتفاع الفضة والبلاتين والبلاديوم مع صعود المعادن النفيسة

بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعًا ملحوظًا، فقد ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1.4% إلى 48.63 دولار للأونصة، مستوى لم يصل إليه منذ أكثر من 14 عامًا. كذلك زاد البلاتين بنسبة 2.3% مسجلًا 1642.25 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 2.8% إلى 1295.75 دولار للأونصة، مما يعكس توجهًا عامًا نحو المعادن كأدوات استثمارية آمنة وسط تقلبات الأسواق العالمية.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.