ارتفاع متسارع.. الذهب يواصل الصعود وسط توترات سياسية واقتصادية عالمية متصاعدة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الإثنين مع تسجيل العقود الآجلة الأكثر نشاطًا أعلى إغلاق في عام 2025 حتى الآن، مدعومةً بتوقعات استمرار التيسير النقدي من الاحتياطي الفيدرالي وحالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي التي تشهدها الولايات المتحدة وفرنسا واليابان. يعكس هذا التحرك دعمًا متزايدًا للذهب كملاذ آمن وسط التقلبات الراهنة.

تأثير التيسير النقدي على أسعار الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة

ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 1.72%، أي بمقدار 67.7 دولار، لتغلق عند 3976.30 دولار للأوقية، مما يعكس تأثير توقعات التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي على تحركات السوق. هذه التوقعات تأتي وسط استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية لليوم السادس على التوالي، بعد فشل تمرير مشروع تمويل مؤقت بسبب خلافات حزبية، ما أدى إلى تأجيل نشر بيانات اقتصادية مهمة. يترقب المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر يومي 28 و29 أكتوبر، وسط توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مدفوعًا بمخاوف ضعف سوق العمل وتأثيراته على الاستقرار الاقتصادي.

الأزمة السياسية في فرنسا وتأثيرها على ارتفاع أسعار الذهب كاستثمار آمن

ساهمت الأحداث السياسية في فرنسا في تعزيز الطلب على الذهب، حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو استقالته صباح الاثنين بعد أقل من شهر على توليه المنصب، مما عمّق الأزمة السياسية في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو. مثلت هذه الاستقالة ضغوطًا إضافية على الأسواق المالية، وزادت من حالة عدم اليقين التي تصب في صالح ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن استقرار الأصول وسط هذه الاضطرابات.

صعود أسعار الذهب بدعم من العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية

أشار إدوارد مير، محلل الأسواق لدى “ماريكس – Marex”، إلى أن التوترات والتطورات السياسية في فرنسا وارتفاع عوائد السندات اليابانية وسط مخاوف التضخم، بالإضافة إلى استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، شكلت عوامل رئيسية في دعم أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة. تعكس هذه المعطيات تزايد الإقبال على الذهب بسبب مخاوف التضخم والاضطرابات السياسية، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى توجيه أموالهم نحو الأصول الآمنة.

تبقى أسعار الذهب مرهونة بتطورات الأوضاع الاقتصادية والسياسية عالميًا، مع استمرار بروز دور الملاذات الآمنة وسط تقلبات الأسواق الحالية، مما يوضح بجلاء ارتباط الذهب بتوقعات السياسة النقدية والأحداث الجيوسياسية الكبرى بشكل مباشر.