متعة استكشاف فريدة.. متحف رأس الخيمة الوطني يكشف أسرار الحضارات العريقة
يُعَدُّ متحف رأس الخيمة الوطني من أبرز المعالم التي تعكس العمق التاريخي والحضاري لإمارة رأس الخيمة، فهو يضم مجموعات أثرية وإثنولوجية تثير اهتمام الباحثين والزائرين على حد سواء، وتُبرز الحضارات المتقدمة التي ازدهرت في هذه المنطقة بدولة الإمارات العربية المتحدة. يجمع المتحف بين محتوياته الغنية وتصميمه المعماري المتميز، ليكون وثيقة حية تروي تاريخ الإمارة بكل تفاصيله بجانب تقديم تجربة عرض فريدة للزوار المهتمين بالتراث.
كيف يعكس متحف رأس الخيمة الوطني تاريخ الحضارات والتجارة القديمة؟
تشير الدراسات الأثرية إلى أن إمارة رأس الخيمة كانت شاهدة على حضارات وتجارة رائجة قبل أكثر من 5000 عام قبل الميلاد، مما يؤكد أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان في عصور قديمة جدًا. وفي ظل وجود أكثر من 1000 موقع أثري وقطعة تاريخية منتشرة بالمنطقة، تتجلى أهمية رأس الخيمة كمركز تجاري حيوي يربطها ببلاد الرافدين بين 5500 ق.م و3800 ق.م. كما سجلت الأبحاث رحلات سكان الإمارة إلى الهند والصين وزنجبار في القرن العاشر، الأمر الذي يظهر مدى التبادل الحضاري والتجاري عبر القرون، ويعزز مكانة متحف رأس الخيمة الوطني كمرجع تاريخي رئيسي لهذا التراث.
تصميم القلعة وتحويلها إلى متحف يعكس أهمية متحف رأس الخيمة الوطني
تم بناء القلعة التي تحتضن متحف رأس الخيمة الوطني خلال الحملة البريطانية الثانية على الإمارة، وتُعتبر القلعة التي كانت مقراً لحكم أسرة القواسم رمزًا هامًا لتاريخ المنطقة، حيث شهدت دمارًا مرتين بأيدي البرتغاليين والبريطانيين. تحولت القلعة في عام 1987 إلى متحف عام بعد أن استُخدمت مقرًا للشرطة، وتميزت بهندسة فريدة مكونة من كتل وأحجار مرجانية تُبقي برودتها في الصيف وحرارتها في الشتاء، مما يعزز أجواء العرض داخل المتحف. يحتوي المتحف على إرث غني من وثائق ومخطوطات، إلى جانب عرض تفاعلي حياة المجتمع التقليدي في الإمارات مثل الغوص وصيد اللؤلؤ وزراعة التمور وصيد الأسماك، مما يعكس بحق التاريخ العميق الذي يحتضنه متحف رأس الخيمة الوطني.
الأقسام والمعروضات المتنوعة داخل متحف رأس الخيمة الوطني
يضم متحف رأس الخيمة الوطني أربع معارض رئيسية تغطي جوانب متعددة من تراث الإمارة، وهي:
- التاريخ الطبيعي، الذي يعرض البيئة والتنوع البيولوجي في المنطقة
- الآثار القديمة التي تعرض فخاريات وقطع معدنية تعود إلى 5000 سنة قبل الميلاد
- التراث الذي يسلط الضوء على حياة السكان التقليدية والتقاليد الاجتماعية
- غرفة القواسم التي تضم وثائق ومخطوطات تخص تاريخ الأسرة الحاكمة والقلعة
كما يُقام في المتحف معرض فني سنوي لعرض لوحات وأعمال فنية من عصور مختلفة، ويقع هذا الصرح الثقافي في شارع الحصن بالقرب من السوق الكويتي، ليصبح وجهة ثقافية وسياحية رئيسية تطل على جمال الطبيعة وتنوع التضاريس في الإمارة. هذا التنوع في محتوى متحف رأس الخيمة الوطني يجعل منه مكانًا ذا أبعاد تاريخية وإنسانية متعددة، ويعزز دوره في الحفاظ على تراث دولة الإمارات وتقديمه للأجيال الحديثة.