بيان هام ورسمي من الجيش اللبناني بعد القبض على فضل شاكر ورد من “محمد فضل” يثير الجدل
في خطوة قلبت المشهد الفني والسياسي في لبنان، سلّم الفنان فضل شاكر نفسه مساء السبت 4 أكتوبر 2025 إلى مخابرات الجيش اللبناني، بعد أكثر من 12 عامًا من الملاحقة على خلفية أحداث عبرا التي وقعت عام 2013.
الخبر انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، ليُعيد إلى الواجهة اسم المطرب الذي ملأ قلوب العرب حبًا قبل أن يغيب خلف ضباب القضايا والاتهامات.
بيان الجيش اللبناني.. تأكيد رسمي بعد ساعات من الجدل
في بيان صدر اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025، أكدت قيادة الجيش – مديرية التوجيه – أن الفنان فضل عبدالرحمن شمندر المعروف باسم فضل شاكر، سلّم نفسه طوعًا إلى دورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا، بعد سلسلة اتصالات جرت بين الجيش والجهات المعنية.
وأوضح البيان أن تسليم شاكر جاء على خلفية أحداث عبرا عام 2013، مشيرًا إلى أن التحقيق قد بُوشر بإشراف القضاء المختص.
ما الذي ينتظر فضل شاكر قانونيًا؟
تسليم فضل شاكر نفسه يعني سقوط الأحكام الغيابية السابقة وبدء محاكمة جديدة من الصفر.
وفي عام 2018، كان القضاء اللبناني قد برّأه من تهمة الاشتراك في معركة عبرا، لكنه لا يزال يواجه قضايا أخرى تتعلق بالتحريض الطائفي، وتهمًا بتعكير العلاقات مع سوريا، ودعم الإرهاب، وتبييض الأموال، وهي ملفات معقدة تراكمت منذ عام 2015.
ويؤكد مراقبون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام كشف الحقيقة كاملة بعد سنوات طويلة من الغموض، خصوصًا أن فضل شاكر اختار التسليم بنفسه دون ضغوط أو مداهمة.
من نجم الغناء إلى العزلة ثم الظهور مجددًا
فضل شاكر، الذي عرفه الجمهور بصوته العذب وأغانيه الرومانسية الخالدة مثل يا غايب ونسيته، انسحب من المشهد الفني قبل أكثر من عقد بسبب خلافات سياسية ودينية، عاش بعدها في مخيم عين الحلوة متواريًا عن الأنظار.
وخلال تلك السنوات، حاول العودة تدريجيًا إلى الغناء من خلال أعمال متفرقة أبرزها أغنية “طرح البحر” التي طرحها مؤخرًا في سبتمبر الماضي، وحققت أكثر من 14 مليون مشاهدة، لتكون بمثابة رسالة وداع هادئة قبل التسليم.
ابنه محمد شاكر يكشف ما وراء القرار
ابنه الفنان محمد شاكر كان قد صرّح في أغسطس الماضي أن والده يفكر بتسليم نفسه لكن “حين تسمح الظروف”، مؤكدًا أن فضل لم يكن يتهرب من العدالة بل ينتظر الوقت المناسب لإغلاق هذا الملف بأمان.
وبعد تسليم والده، كتب محمد على حسابه: “فرج الله قريب يا أبي.. الحقيقة ستظهر.” وهي عبارة تحولت خلال ساعات إلى وسم متداول على تويتر في لبنان والعالم العربي.
بين الفن والسياسة.. لبنان يترقّب
الصدمة التي أحدثها فضل شاكر لم تكن فنية فحسب، بل سياسية واجتماعية أيضًا، إذ اعتبر البعض أن قراره شجاع وجريء في ظل القضايا العالقة، بينما رأى آخرون أنه محاولة لتسوية الماضي وفتح صفحة جديدة.
أما جمهوره، فعبّر عن مشاعر مختلطة بين الحزن والفخر، مؤكدين أن صوت فضل لا يمكن أن يُسجن، حتى لو ابتعد جسده خلف القضبان.
أغنية الوداع تتحول إلى نبوءة
أغنيته الأخيرة “طرح البحر” باتت اليوم تُتداول بشكل واسع وكأنها نبوءة موسيقية. كلماتها التي تتحدث عن البحر والهدوء والوداع أصبحت أقرب إلى تعبير غير مباشر عن رغبته في السلام الداخلي بعد سنوات من الاضطراب.
“ده الجاي ويانا، والحب معانا،
الله على هوانا.. واشهد يا بحر.”