صخور المحيط تكشف عن انفجار نجم ضرب الأرض قبل 10 ملايين سنة.. تحقيق علمي ثوري يغير مفاهيم التاريخ الفضائي

انفجارات النجوم العظمى تعد من الظواهر الكونية التي تؤثر بشكل مباشر على الأرض، حيث تشير أدلة حديثة إلى أن مستعرًا أعظمٍ وقع قبل حوالي 10 ملايين سنة، وأصاب كوكبنا بجرعات متزايدة من الأشعة الكونية التي تركت آثارًا في قاع المحيط الهادئ.

كيف تكشف الصخور في قاع المحيط الهادئ عن آثار انفجارات النجوم العظمى

تُعد الصخور الغنية بالمعادن في قاع المحيط الهادئ بمثابة سجلات طبيعية لجزيئات الفضاء القادمة نحو الأرض، وقد لاحظ الباحثون من جامعة فيينا تحت إشراف إفريم ماكوني ارتفاعًا حادًا في مستويات نظير البريليوم-10 النادر، وهو نويدة كونية تتشكل عندما تتصادم جزيئات عالية الطاقة مع ذرات الغلاف الجوي العلوي، ويرجح الباحثون أن هذه الزيادة نشأت بسبب إشعاع قادم من مستعر أعظم قريب.

فهم تأثير مستعرات النجوم العظمى على الأرض والأشعة الكونية

المستعر الأعظم هو عبارة عن انفجار هائل لنجم في نهاية حياته، يطلق كميات كبيرة من الضوء والمواد والإشعاعات، وتُصنف هذه الظواهر إلى نوعين رئيسيين؛ إما انفجار نجم ضخم أنهى وقوده، أو انفجار الأقزام البيضاء في الأنظمة الثنائية، وتتميز هذه الانفجارات بقدرتها على إنتاج العناصر الثقيلة وأيضًا إطلاق الأشعة الكونية التي قد تؤثر على طبقة الأوزون على الأرض إذا كان الانفجار على مسافة قريبة، مما قد يزيد من تعرض النظم الحياتية للإشعاع الضار.

ربط العلوم الفلكية بالصخور وتحليل موجات الأشعة الكونية الناتجة عن انفجارات النجوم العظمى

كشف فريق العلم بقيادة ماكوني أن ارتفاع مستويات البريليوم-10 المحفوظ في الصخور يعود إلى حدث مستعر أعظم وقع قبل حوالي 10 ملايين سنة؛ إذ استخدموا بيانات جايا الفلكية لتحليل حركات مجموعات النجوم المفتوحة القريبة من الشمس، ووجدوا احتمالًا كبيرًا بحدوث انفجار لنجم على بُعد نحو 326 سنة ضوئية، وقد وقعت الشمس حينها في منطقة مكتظة بالمجرات ضمن مجرتنا درب التبانة، مرورًا بسلسلة من النجوم الشابة والغاز المعروفة بموجة رادكليف، والتي تمثل العمود الفقري لتكون النجوم في محيطنا.