فضل شاكر يغني قبل الغياب.. “طرح البحر” آخر أنغامه قبل تسليم نفسه للجيش اللبناني والأعلى عبر منصات التواصل

لم يكن يوم السبت عاديًا في لبنان، بعدما تصدر اسم الفنان فضل شاكر من جديد منصات التواصل الاجتماعي، عقب تسليمه نفسه للجيش اللبناني لتنفيذ حكم قضائي بالسجن لمدة 22 عامًا. وبينما تتداول وسائل الإعلام تفاصيل الحدث، عاد الجمهور ليستمع إلى آخر ما غناه قبل هذه الخطوة الجريئة: أغنيته “طرح البحر” التي أصبحت بمثابة رسالة وداع فنية من نجمٍ عاش بين الضوء والجدل.

“طرح البحر” أغنية تحمل نَفَس الحنين

أطلق فضل شاكر أغنيته في مطلع سبتمبر الماضي، وحققت خلال أسابيع قليلة أكثر من 14 مليون مشاهدة على يوتيوب، لتصبح من أكثر الأغاني اللبنانية تداولًا في موسم الصيف.
الأغنية من كلمات وألحان جمانة جمال، وتوزيع زاف، وجاءت بنمط رومانسي صيفي بسيط، لكن يحمل في طيّاته شجنًا خفيًا يشبه حالة فضل في الأيام الأخيرة.

بين الموج والحنين.. كلمات تلامس القلب

في “طرح البحر”، يغنّي فضل بصوته الدافئ عن الحب والبحر والهدوء، وكأنه يحاول أن يهرب من صخب الواقع إلى مساحة من النقاء والسكينة:

ودّو حبيبي البحر، دا روح حبيبي البحر،
صيف السنة دي سحر، ويا حبيبي أنا…
كلماتٌ مفعمة بالهدوء والرومانسية، لكن خلفها حزن عميق يشبه الوداع. كثير من جمهوره قرأ بين السطور أن الأغنية كانت “إشارة مبطّنة” إلى رغبته في السلام بعد سنوات من العزلة والابتعاد عن الأضواء.

فضل شاكر.. بين الفن والمحكمة

الفنان الذي ملأ الساحة العربية بصوته في التسعينات وبداية الألفية، وجد نفسه في مسار متقلب بعد اعتزاله المؤقت، ثم عودته للغناء بشكل متدرّج. ورغم الضجة التي رافقته خلال السنوات الماضية، ظل اسمه حاضرًا في قلوب جمهوره، الذين رأوا فيه رمزًا للرومانسية والصدق الغنائي.

واللافت أن فضل اختار أن يسلم نفسه بعد شهر واحد فقط من صدور الأغنية، وكأن “طرح البحر” كانت فعلًا المشهد الأخير قبل الغياب المؤقت.

الجمهور: “فضل شاكر مازال يغني من القلب”

منذ إعلان الخبر، ضجّت مواقع التواصل بتعليقات محبي الفنان، الذين اعتبروا أن صوته سيبقى رغم كل الظروف. كتب أحد المتابعين:

“حتى وهو يبتعد.. بيرجع لنا بأغنية فيها وجع وصدق مش ممكن يتكرر.”
بينما رأى آخرون أن فضل لم يعتزل الفن فعليًا، بل اختار أن يغادر المشهد مرفوع الرأس وبنغمة هادئة تشبه شخصيته.

إرث لا يُمحى

رغم قرارات القضاء وظروفه الخاصة، فإن مسيرة فضل شاكر تبقى واحدة من أنقى المسيرات الفنية في الغناء العربي الحديث. صوته لا يزال حاضرًا في كل زاوية من الذاكرة، من “يا غايب” إلى “نسيته”، وصولًا إلى “طرح البحر” التي جاءت لتؤكد أن الفنان الحقيقي لا يختفي، بل يترك أثره حتى في صمته.