ماذا يعني المرسوم الرئاسي بإلغاء عطلة حرب أكتوبر وعيد الشهداء في سوريا؟ جدل واسع وإعادة رسم هوية الدولة
أثار المرسوم الأخير الصادر عن رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع، موجة واسعة من الجدل في الأوساط السياسية والشعبية، بعدما ألغى عطلة حرب أكتوبر وعيد الشهداء، وهما مناسبتان تمثلان جزءًا راسخًا من ذاكرة السوريين الوطنية.
رئيس الإدارة السورية الحالية أحمد الشرع
القرار الذي صدر تحت رقم (188 لعام 2025) لم يكن مجرد تعديل بسيط على جدول الإجازات الرسمية، بل اعتبره البعض تحولًا سياسيًا يحمل رمزية عميقة، إذ يعكس رغبة الإدارة الجديدة في إعادة بناء هوية وطنية مختلفة عن تلك التي ارتبطت بالنظام السابق.
فبينما يرى أنصار الشرع أن الخطوة تأتي ضمن مشروع شامل لتحديث الدولة وإعادة تنظيم مؤسساتها وفق أولويات الحاضر، يعتبر معارضوه أن إلغاء المناسبتين يشكل مساسًا مباشرًا بتاريخ سوريا النضالي، ومحاولة لفصل البلاد عن رموزها العسكرية والوطنية التي وحدت الشعب لعقود.
إلغاء حرب أكتوبر عام 1973
الجدير بالذكر أن حرب أكتوبر عام 1973 كانت مناسبة يفخر بها السوريون لما حملته من بطولات على الجبهة، في حين يمثل عيد الشهداء رمزًا للتضحية من أجل الحرية والاستقلال، مما جعل إلغاء هاتين العطلتين يُقرأ كرسالة سياسية واضحة بأن سوريا تدخل مرحلة جديدة تُكتب فيها رموزها الوطنية من الصفر.
مصادر سياسية مقربة من الإدارة الجديدة تحدثت عن أن الهدف من المرسوم هو تركيز الإجازات على المناسبات الجامعة والدينية التي تشمل مختلف مكونات المجتمع السوري، بعيدًا عن أي رموز قد تُثير الجدل أو ترتبط بصراعات الماضي.
خطوة جريئة نحو المستقبل
لكن في الشارع، كان المشهد مختلفًا. فوسائل التواصل الاجتماعي امتلأت بتعليقات متباينة بين من رأى القرار خطوة جريئة نحو المستقبل، ومن وصفه بأنه محاولة لطمس الذاكرة الوطنية واستبدالها بهوية جديدة تخدم التوجه السياسي القائم.
وبين مؤيد ورافض، يبدو أن سوريا مقبلة على مرحلة إعادة تعريف للرموز الوطنية، حيث لم تعد المسألة مجرد أيام عطلة، بل معركة رمزية على هوية وطن بأكمله.