عقود من الريادة.. من هو الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي ومسيرته بين الرياضة والاقتصاد والتعليم

الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي كان نموذجاً حياً للإنجاز والعطاء في سلطنة عمان، فقد امتدت مسيرته الزاخرة لأكثر من تسعين عاماً جمع خلالها بين الريادة في مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة والرياضة، تاركاً أثراً عميقاً في ولاية صور وكل أرجاء الوطن العُماني، ليبقى اسمه محفوراً بالأذهان، كرمز وطني فريد.

لمحات من حياة الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي

مسيرة الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي لم تكن عادية، فقد جمع بين رؤية استثنائية واهتمام واسع بتطوير مجتمعه ومحيطه، وقد تميز بكونه رجل أعمال وقائد مجتمعي نادر، انطلق منذ شباب سنواته ليكون بين مؤسسي النهضة العمانية الحديثة، وكرس سنوات عمره لإنجازات نوعية طبعت تاريخ ولاية صور والوطن كله ببصماتها، فمنذ السبعينات، وضع اللبنة الأولى في نادي العروبة الرياضي ودعمه ليصبح من الأندية الأكثر تميزاً في سلطنة عمان، ونجح بفضل رعايته وإخلاصه في أن يكون “الأب الروحي” لمنظومة النادي، كما تولى رئاسة الاتحاد العماني لكرة القدم بفترة صعبة نقل خلالها الكرة العمانية نقلة نوعية من حيث التنظيم والرؤية المتطورة، جالياً نفسه كقائد “الاتحاد الحديدي” لما عُرف عنه من حزم وصلابة.

الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي رائد الاقتصاد الوطني

عرف الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي بحدسه التجاري ونهجه العصري وطموحاته الواسعة، إذ أسس شركة “جلفار” خلال سبعينيات القرن الماضي، وشهد الاقتصاد العماني مع انطلاقها نهضة واضحة في تطوير قطاعات اقتصادية مهمة ودعم مشاريع استراتيجية كبرى، وأسهمت الشركة في ضبط معايير الاحتراف والشراكة المجتمعية والعمل المؤسسي، لتثبت مكانتها بين أكبر الكيانات الاقتصادية الوطنية، ويلمع اسم الشيخ سالم كأحد رموز الاستدامة والريادة على مدى عقود، كما عكس دائمًا رؤيته بأن خدمة الاقتصاد الوطني تنعكس مباشرة على التنمية المجتمعية الشاملة؛ ويمكن تلخيص أدوار الشيخ الريادية في نشاطه بشركة جلفار من خلال النقاط الآتية:

• تأسيس ودعم مشروعات نوعية تخدم التنمية المحلية
• توفير فرص العمل للعمانيين ودعم الكوادر الوطنية
• المساهمة في مشاريع استراتيجية متنوعة
• قيادة مبادرات تحفيز الاقتصاد الوطني
• نشر ثقافة العمل المؤسسي والمسؤولية المجتمعية

لمسات خالدة في التعليم والثقافة بولاية صور

إيمان الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي بقيمة العلم حوله إلى داعم كبير لقطاع التعليم، فأسس الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وضمّت خمس كليات لخدمة الأجيال القادمة، ليبرهن أن الاستثمار في الإنسان هو استثمار في الوطن بكامله، وكان له دور فاعل في المشهد الثقافي العماني، فقد كان قارئاً ومثقفاً يؤمن بجذور ولايته صور، ومن مظاهر هذا الارتباط تأسيس مجلس العوام ومتحف السفن العمانية اللذين يعكسان التقاليد والإرث البحري للمدينة، وظل الشيخ سالم رمزاً للجذور والأصالة حيث تمسك بعمامته الصورية التقليدية وخطابه الموصول بجذور المكان على الرغم من انفتاحه على الحداثة ومبادئ التطوير.

أثر الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي باقٍ بين أبناء صور وكل من عمل معه أو اقتدى بتجربته، فهو غادر الساحة جسداً لكنه ترك إرثاً لا يُنسى، تلهم حكايات إنجازه كل من يحمل راية العطاء في عُمان.