أسرار التجسس .. كيف زرعت “إسرائيل” أدوات تجسس في جيوبنا عبر كل هاتف ساحة معركة
تستحوذ التكنولوجيا الإسرائيلية على جزء كبير من حياتنا اليومية، خصوصًا عبر الهواتف المحمولة التي بداخلها قطعةٌ من التقنية والبرمجيات الإسرائيلية التي باتت لا تخفى على أحد، مما يجعلها محورًا لفهم النفوذ الرقمي والسياسي في عالمنا اليومي.
النفوذ التقني الإسرائيلي في الهواتف المحمولة وتطوره التاريخي
ارتبطت الهواتف المحمولة منذ تسعينيات القرن الماضي بأولى تقنيات الاتصال التي قدمتها شركات إسرائيلية، وأبرزها برنامج “ICQ” للدردشة، والذي يعتبر الأب الروحي لتطبيقات المحادثة الحديثة؛ وهذا بدا مؤشرًا واضحًا على دخول تل أبيب بقوة إلى سوق التكنولوجيا الرقمية. مع مرور السنوات، توسعت الشركات الإسرائيلية لتشمل مجالات أمن البرمجيات، وتقنيات الكاميرات، وشريحة الذكاء الاصطناعي المتعلقة بالتعرف إلى الوجوه. وحدة الاستخبارات العسكرية “8200” كانت العقل المدبر للكثير من هذه الابتكارات التي انتقلت من الاستخدام العسكري إلى المدني، مما جعل “إسرائيل” لاعبًا رئيسيًا في ثورة الهواتف الذكية.
التقنيات الإسرائيلية وتأثيرها على جودة الصورة وأداء الهواتف الذكية
يُعزى تميز كاميرات الهواتف الذكية الحديثة، سواء في “آيفون” أو سامسونغ، إلى الشركات الإسرائيلية التي ابتكرت تقنيات متعددة العدسات والكاميرات فائقة الحساسية في الإضاءة المنخفضة؛ منها شركة “LinX Imaging” التي استحوذت عليها “أبل”، و”Corephotonics” التي دعمت التكبير البصري المستخدم في هواتف سامسونغ وأوبو. علاوة على ذلك، قدمت شركات مثل “PrimeSense” تقنيات التعرّف إلى الوجه التي تحولت إلى خاصية أمنية بارزة تسمح بفتح الهاتف ببصمة الوجه، وعززت شركات أخرى أداء المعالجات والذاكرة، مثل “أنوبيت” التي حسّنت التخزين، و”إنتل” التي طورت تقنيات المودم والاتصال في مركز أبحاثها في إسرائيل، مما يؤكد عمق الاندماج التكنولوجي الإسرائيلي في الأجهزة المحمولة.
الشركات والتطبيقات الإسرائيلية وتأثيرها السياسي والأمني في الفضاء الرقمي
توجد تطبيقات عديدة نشأت على يد شركات إسرائيلية وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة المستخدم، مثل “Waze” للملاحة الذي استحوذت عليه غوغل، و”Viber” و”Moovit” للتواصل والتنقل، إضافة إلى تطبيقات تعديل الصور مثل “FaceTune”. هذا الانخراط التكنولوجي مدعوم بأبحاث متقدمة يساهم قطاع التكنولوجيا العالية الإسرائيلي في أكثر من 15% من الناتج المحلي، مما يعزز موقعه الإقليمي والعالمي. مع ذلك، لا تخلو التكنولوجيا الإسرائيلية من جوانب أمنية مثيرة للجدل، إذ طورت شركات مثل “NSO” و”Candiru” وبرمجيات تجسس متقدمة مثل “بيغاسوس”، التي أثبتت التحقيقات استخدامها لمراقبة شخصيات بارزة وحملات تتبع عبر الهواتف الذكية. في ظل هذه المعطيات، تحولت الهواتف إلى ساحات معركة إلكترونية بين الحماية والتجسس، وهو ما تجلّى في فضيحة تطبيق “AppCloud/Aura” الذي حملته هواتف سامسونغ في الشرق الأوسط، وجمع بيانات شخصية حساسة دون علم المستخدمين، مما يعكس استراتيجية إسرائيل الكبرى للسيطرة على الفضاء السيبراني.
الشركة الإسرائيلية | المنتج أو التقنية | الشركة المستحوذة أو المستفيدة |
---|---|---|
Mirabilis | برنامج الدردشة ICQ | العالم |
LinX Imaging | تقنيات كاميرا متعددة العدسات | أبل |
Corephotonics | تكبير بصري للكاميرا | سامسونغ وأوبو |
PrimeSense | تقنية Face ID مستشعرات العمق | أبل |
أنوبيت | متحكمات ذاكرة متقدمة | أبل |
NSO | برنامج بيغاسوس للتجسس | جهات مختلفة عالمياً |
IronSource | تطبيق AppCloud/Aura لجمع البيانات | سامسونغ في الشرق الأوسط |
لا يقتصر تأثير التكنولوجيا الإسرائيلية في الهواتف المحمولة على جانب تحسين الأداء فقط، بل يتعداه إلى لعبة سياسية وأمنية، عبر برامج متطورة يمكن أن تكون سلاحًا يستغل للتجسس أو درعًا يحمي الخصوصية؛ الأمر الذي جعل كل هاتف يحمل بيد صاحبه ليس مجرد جهاز تقنية، بل نقطة تداخل بين النفوذ الرقمي والسيطرة الأمنية، وهو واقع يؤكد أن قطعةً من إسرائيل بين أيدينا ليست ترفًا تكنولوجيًا فقط، بل مفتاحًا لفهم أعمق في العلاقات الدولية والتطور التكنولوجي للأمن الرقمي.