مهمة الغلاف الشمسي.. كشف أسرار البيئة الكونية المعقدة بتقنيات مبتكرة

يُعتبر الغلاف الشمسي درعًا طبيعيًا يحمي نظامنا الشمسي من الإشعاعات الكونية الضارة التي تنتشر عبر مجرة درب التبانة، ويُعد فهم الغلاف الشمسي أساسيًا لتعزيز معرفتنا بالبيئة الفضائية المحيطة بالأرض وبالكواكب الأخرى.

مهمة IMAP ودورها في دراسة الغلاف الشمسي والرياح الشمسية

تنطلق مهمة IMAP بهدف دراسة تشكّل الرياح الشمسية وكيفية تفاعلها عند حدود الغلاف الشمسي، الذي يبعد عن الأرض مسافة تعادل ثلاثة أضعاف المسافة إلى بلوتو، ويُعد هذا الغلاف فقاعة هائلة تحمي كواكب النظام الشمسي من الإشعاعات الكونية الخطرة؛ إذ تنبعث الرياح الشمسية من الشمس على شكل تيار مستمر من الجسيمات المشحونة. وتحمل أدوات IMAP العشرة على متن المركبة الفضائية القدرة على سد الفجوات في خريطة الغلاف الشمسي الحالية، مما يُساعد في كشف آلياته التي تجعل منه درعًا واقيًا. هذه البيانات مهمة لفهم كيفية حماية الغلاف الشمسي لنظامنا من أشعة عالية الطاقة، وهي ضرورية أيضًا لفهم تأثير الطقس الفضائي على الأرض.

كيف تؤثر دراسة الغلاف الشمسي في التنبؤ بالطقس الفضائي وتأمين الأرض

ترتبط مهمة IMAP مع مهمتين أخريين أُطلقا معًا على صاروخ Falcon 9، بهدف رصد الطقس الفضائي الذي يُشكّل خطرًا على حياة رواد الفضاء وأنظمة الاتصال والملاحة على الأرض؛ فالعواصف الشمسية التي تنبعث من الشمس تُطلق إشعاعات قوية قد تعطل شبكات الكهرباء والأقمار الصناعية. وتأتي هذه الجهود لتحسين القدرة على التنبؤ بحالات الطقس الفضائي، مما يسمح باتخاذ التدابير اللازمة لحماية البنية التحتية الأرضية والعمليات الفضائية، ويؤكد هذا الدور أهمية الغلاف الشمسي كجزء من منظومة حماية كوكب الأرض.

تاريخ فهم العلماء للغلاف الشمسي ودور بعثات الفضاء في الكشف عنه

بدأ مفهوم الغلاف الشمسي يتبلور في أواخر خمسينيات القرن الماضي، حين وضع العلماء نظرية تفيد بأن الشمس تُحيط بمجال مغناطيسي وشبكة من الرياح الشمسية تشكل درعًا يحمي الأرض وباقي الكواكب. أدت الرحلات الفضائية مثل “مارينر 2” في العام 1962 إلى تأكيد وجود الرياح الشمسية، ثم جاءت بعثات “بايونير 10 و11” ومركبتي “فوياجر 1 و2” لتزويدنا بقياسات مباشرة تُثري المعرفة حول الغلاف الشمسي؛ فقد تمكنت مركبتا فوياجر من عبور الغلاف ودخول الفضاء بين النجوم، مما منح العلماء لمحات مهمة عن حدوده وشكله. ما زالت هذه البعثات تؤمن بيانات حيوية لفهم طبيعة الغلاف الشمسي وأهميته في حماية نظامنا الشمسي.

البعثة الفضائية الأحداث والمساهمات
مارينر 2 (1962) أول قياس مباشر للرياح الشمسية أثناء تحليقها قرب كوكب الزهرة
بايونير 10 و11 (السبعينيات) تقديم قياسات حول الغلاف الشمسي والرياح الشمسية
فوياجر 1 و2 عبور الغلاف الشمسي ودخول الفضاء بين النجوم مع جمع بيانات حيوية
IMAP دراسة تشكل الرياح الشمسية وتفاعلها مع الفضاء بين النجوم لتحديث خريطة الغلاف الشمسي
Carruthers Geocorona مراقبة الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للأرض والتوهج البنفسجي فيها

وتُستكمل جهود فهم الغلاف الشمسي بمرصد Carruthers Geocorona، الذي يراقب إكسوسفير الأرض، حيث يلتقط صورًا للتوهج البنفسجي الشهير الذي يحمل اسم “Geocorona”، ليُبعث بذلك تساؤلات جديدة حول شكل وحجم وكثافة هذه الطبقة الخارجية. وحُملت هذه المهمة على نفس الصاروخ حاملة اسم الدكتور جورج كاراذرز تكريمًا لإسهاماته في تصميم كاميرا فوق بنفسجية سبق وضعها على سطح القمر خلال بعثة أبولو 16.

تُظهر هذه الدراسات المتكاملة أهمية الغلاف الشمسي في حماية كوكبنا وتعزيز قدرتنا على مواجهة تحديات الطقس الفضائي، مما يفتح آفاقًا لفهم أفضل لمستقبل الحياة داخل النظام الشمسي وخارجه.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة