دراسة جديدة.. الأرض كانت غير صالحة للحياة حتى جاء التصادم الذي صنع القمر وغير مجرى التاريخ

كان سطح الأرض الأولية عبارة عن صخور جافة، وخالية من المحيطات أو أي مقومات أساسية للحياة، قبل أن يحدث الاصطدام الضخم مع جرم سماوي يُدعى “ثيا”، وهو الحدث الذي أدى إلى تكوين القمر وأعاد تشكيل مستقبل كوكبنا بشكل جذري. هذا الاصطدام الكوني ألهم تساؤلات حول ندرة الكواكب التي تشبه الأرض في الكون.

كيف غيّر الاصطدام العملاق “ثيا” تاريخ الأرض وأثر على تكوين القمر

تشير الأبحاث إلى أن الأرض خلال أول ثلاثة ملايين عام من نشأة النظام الشمسي، كانت مكونة من مواد فقيرة بالعناصر المتطايرة مثل الهيدروجين والكربون والكبريت التي تُعد أساسيات الحياة، مما جعلها أكثر قحولة من كواكب الجوار كالزهرة وعطارد والمريخ. التغيير الحاسم جاء بعد اصطدام ضخم مع جرم بحجم المريخ يُعرف باسم “ثيا”، حيث ألقى بكمية هائلة من المواد في مدار الأرض، مما أدى إلى ولادة القمر. ومع أن الحرارة الهائلة الناتجة عن التصادم تبخرت جزءًا من هذه العناصر، فإن الباقي منها كان كافيًا لتحويل الأرض تدريجيًا إلى كوكب رطب يُحتمل أن ينبت الحياة.

دور الاصطدام مع “ثيا” في إمداد الأرض بالمركبات الحيوية والمياه الأساسية

الاصطدام بين الأرض وثيا لم يكن مجرد حدث يشكل القمر فقط، بل كان بمثابة باب لظهور المياه والعناصر الحيوية على سطح الأرض، حيث يُعتقد أن ثيا جاء محملاً بمخزون من العناصر المتطايرة والماء الذي ساهم في تزويد الأرض بالمواد اللازمة لبروز الحياة لاحقًا. هذا الربط بين تشكل القمر وتوفير الماء هو مفتاح فهم كيفية نشوء الظروف الملائمة للحياة على كوكبنا، ويؤكد أن وجود هذه العناصر لم يكن نتيجة عشوائية، بل اكتساب كيميائي متدرج بعد حادثة الاصطدام الفريدة.

ندرة الكواكب الشبيهة بالأرض وتعقيد نشوء الحياة وفقًا لدراسة الاصطدام الكوني

النتائج العلمية تشير إلى أن تصادم بحجم حدث “ثيا” هو حادثة نادرة وغير معتادة في النظام الشمسي، إذ جاء الجسم المسبب من منطقة بعيدة عن “خط الجليد”، مما يجعل الكواكب المشابهة للأرض والمزودة بأقمار ضخمة أمرًا غير شائع. هذا يفسر لماذا قد تكون الكواكب القادرة على استضافة حياة معقدة قليلة جدًا في الكون، وربما يوفر تفسيرًا لمفارقة فيرمي التي تتساءل عن عدم العثور على حضارات فضائية متقدمة رغم اتساع الفضاء. فحتى الكواكب التي تظهر عليها آثار الماء أو الكربون غالبًا ما تكون بيئات قاحلة غير مناسبة لظهور الحياة المعقدة، بخلاف الأرض التي تشكلت آثار اصطدام فريد أدّى إلى تناغم بيئي مستقر للحياة.

العنصر الوصف
حجم جرم “ثيا” يشبه حجم المريخ
العناصر المتطايرة هيدروجين، كربون، كبريت
مدة تكوين الأرض من العناصر الفقيرة حوالي 3 ملايين عام بعد نشأة النظام الشمسي
العوامل الناتجة عن التصادم تكوين القمر، إضافة الماء والعناصر الحيوية للأرض

تُظهر الدراسات الحديثة أن بقاءنا وتطور الحياة على الأرض مرتبط مباشرةً بحوادث كونية نادرة وغير متوقعة مثل اصطدام ثيا، وهو ما يضع كوكبنا في موقع استثنائي بين ملايين الكواكب التابعة لمجرات الكون، ويُبرز أهمية فهم تلك الأحداث في الكشف عن طبيعة الحياة وانتشارها في الفضاء.

كاتب لدي موقع عرب سبورت في القسم الرياضي أهتم بكل ما يخص الرياضة وأكتب أحيانا في قسم الأخبار المنوعة