هبوط العملات المشفرة 2024: الإيثريوم يتراجع مع ترقب خطاب الفيدرالي الأمريكي

شهد سوق العملات المشفرة هبوطًا جماعيًا اليوم الإثنين، حيث تصدرت العملات الرقمية الكبرى مثل الإيثريوم والبيتكوين التراجعات، في ظل انتظار المستثمرين لخطابات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي ستوضح ملامح السياسة النقدية القادمة. انخفضت البيتكوين، أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية، بنسبة 0.9% وسجلت حوالي 114442 دولارًا، ما دفع قيمتها السوقية إلى 2.28 تريليون دولار، مع استمرار نزيف قيمتها بنحو نفس النسبة خلال الأسبوع الماضي، مما يعكس الحذر السائد في الأسواق الرقمية. يأتي هذا التراجع في سوق العملات الرقمية وسط ضغوط متزايدة من ارتفاع مؤشر الدولار الذي بلغ 97.75 نقطة، بعد خفض الفائدة، ما يعزز الميل نحو العملات الأمريكية على حساب الأصول الرقمية التي عادة ما تتأثر عكسًا بقوة الدولار.

تأثير سياسة الفيدرالي الأمريكي على هبوط الإيثريوم والعملات المشفرة الكبرى

شهدت الإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية، أكبر خسائر بين العملات الرئيسية بعد انخفاضها بنسبة 4.1% لتصل إلى 4294.4 دولار، بينما سجلت ريبل تراجعًا بنسبة 3.5% عند 2.9024 دولار، وهبطت بينانس كوين بنسبة 3.1% إلى 1034 دولارًا، وتراجعت سولانا بنسبة 3.6% إلى 231.85 دولار. أما التراجع الأعنف فكان من نصيب دوغكوين التي خسرت 7.3% من قيمتها مسجلة 0.24888 دولار. هذه الخسائر تأتي في ظل ترقب السوق لخطابات مجموعة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، من بينهم رئيس المجلس جيروم باول، التي ستحدد مستقبل أسعار الفائدة خاصةً بعد استئناف خفضها في دورة التيسير النقدي الأخيرة، ما يثير حالة من الترقب والحذر بين المستثمرين في سوق العملات المشفرة.

الارتباط المتزايد بين هبوط الإيثريوم وأسواق العملات الرقمية والسياسة النقدية الأمريكية

يرى العديد من المحللين أن تحركات هبوط الإيثريوم والعملات المشفرة الأخرى تعبر عن تأثير ما يسمى “قناة العائد البديل”، إذ يؤدي خفض الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصول لا تولد دخلاً مثل البيتكوين والإيثريوم، ما يُفترض أن يشجع على الاستثمار فيها. إلا أن حالة الغموض المحيطة بتوجهات الفيدرالي خلال الفترة القادمة تدفع المستثمرين إلى الحذر والتريث، مما ينعكس على تراجع الأسعار في السوق الرقمية. بهذا، أصبح الربط بين العملات المشفرة والسياسات النقدية الأمريكية أكثر وضوحًا وتأثيرًا من ذي قبل، حيث تبرز التفاعلات بين تحركات الاحتياطي الفيدرالي وسوق العملات الرقمية بشكل جلي.

هل هبوط الإيثريوم يمثل فرصة للشراء وسط تقلبات السوق الحالية؟

يشير بعض خبراء السوق إلى أن تراجع الإيثريوم وغيرها من العملات الرقمية قد يفتح أبواب الفرص للمستثمرين الباحثين عن مراكز شراء طويلة الأجل، رغم استمرار المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسعار. في ظل حالة الترقب والقلق نتيجة عدم وضوح خارطة الفيدرالي بشأن سعر الفائدة، يُفضل العديد من المتعاملين انتظار استقرار الأوضاع قبل اتخاذ قرارات جذرية. في الوقت نفسه، تشكل قوة الدولار وضغوط السياسة النقدية عوامل ضغط مستمرة على سوق العملات الرقمية، ما يحتم على المستثمرين دراسة العوامل المؤثرة بعناية قبل الإقدام على عمليات جديدة.