مبادرة رائدة .. مصر تطلق أول برنامج تدريبي إفريقي في الاستزراع السمكي لتعزيز الأمن الغذائي المستدام

تعكس مصر التزامها بدعم الأمن الغذائي في القارة الإفريقية من خلال إطلاق أول برنامج تدريبي إفريقي متخصص في الاستزراع السمكي، وذلك عبر المركز التدريبي بمزرعة الزاوية في كفر الشيخ، بحضور وفد رسمي من جمهورية غانا، في خطوة تهدف إلى نقل الخبرات المصرية وتعزيز القدرات الفنية في هذا المجال الحيوي.

مصر كمركز إقليمي لتدريب الكوادر في الاستزراع السمكي الإفريقي

أكد اللواء أركان حرب الحسيني فرحات، المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن استضافة المتدربين من الدول الإفريقية تأتي تعزيزًا لدور مصر الرائد كمركز إقليمي لنقل المعرفة في مجال الاستزراع السمكي، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا، وربط الخبرات الفنية بين الدول. وأشار إلى أن البرنامج يهدف إلى بناء جيل من الكوادر المؤهلة التي تستطيع تطبيق أحدث التقنيات المتعلقة بإدارة المزارع السمكية، مع الحرص على استدامة الموارد وتعزيز التنمية الزراعية، وهو ما أكد عليه الدكتور أحمد سني الدين، رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل، مشيرًا إلى أن التعاون المصري الإفريقي في هذا المجال يدخل مرحلة جديدة.

تفاصيل التدريب العملي والمحاضرات المتخصصة في برنامج الاستزراع السمكي

يتضمن البرنامج التدريبي سلسلة من المحاضرات العلمية المتخصصة التي تغطي نواحي عدة في الاستزراع السمكي مثل تقنيات التفريخ، نظم التغذية، إدارة الجودة، والأمن الحيوي، إضافة إلى زيارات ميدانية للمزارع والمفرخات في محافظة كفر الشيخ، الإسكندرية، والفيوم لتمكين المشاركين من تجربة عملية حقيقية. وألقت الدكتورة أماني أحمد، مدير عام الإدارة العامة للشؤون البيطرية بالجهاز، محاضرة حول استراتيجيات الوقاية من الأمراض لضمان سلامة الإنتاج واستمراريته، مع التركيز على أحدث الممارسات التي تدعم الأمن الغذائي وتحافظ على استدامة الموارد السمكية.

الخطوات المستقبلية لتوسيع التعاون في مجال الاستزراع السمكي الإفريقي

أكد مسؤولو جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية أن البرنامج التدريبي يشكل الخطوة الأولى ضمن سلسلة من المبادرات التي تستهدف الدول الإفريقية الأخرى، وذلك ضمن استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الإنتاج الغذائي والتنمية المستدامة، ما يعزز دور مصر كداعم رئيسي للأمن الغذائي بالقارة. وأشاد المشاركون بالعلاقات المصرية الغانية التي شهدت نقلة نوعية عبر هذا البرنامج، مؤكدين أن مصر تُعزز مكانتها كمركز إقليمي لتأهيل الكوادر الإفريقية وبناء شراكات تنموية تستند إلى نقل المعرفة والتكامل الاقتصادي، خاصة وسط التحديات العالمية المتزايدة المتعلقة بالغذاء.

يكشف هذا البرنامج التدريبي أهمية نقل الخبرات الفنية في الاستزراع السمكي بين الدول الإفريقية، حيث يمثل نواة لبرامج تدريبية مستقبلية تسهم في تعزيز الأمن الغذائي على مستوى القارة، وتعزيز التعاون الذي تهدف مصر من خلاله إلى دعم التنمية المستدامة وبناء قدرات متقدمة في مجال الاستزراع السمكي، ما يدعم الجهود الرامية إلى مواجهة تحديات الغذاء العالمية.