رفض الجماهير الأوروبية.. يعرقل نقل مباريات الدوري الإسباني والإيطالي إلى الخارج ويصدم الخطط الرياضية

دخلت كرة القدم الأوروبية جدلاً واسعًا بسبب رفض أكثر من 400 رابطة جماهيرية تمثل أندية في القارة الأوروبية إقامة مباريات محلية خارج حدود أوروبا، بعد مقترحات من رابطة الدوري الإسباني والإيطالي بإجراء مواجهات في دول أجنبية. هذا النزاع يكشف التوتر بين التوسع الاقتصادي وحماية الهوية الجماهيرية المحلية.

أسباب رفض جماهير كرة القدم الأوروبية لمباريات خارج أوروبا

شهدت الساحة الرياضية الأوروبية اعتراضًا جماهيريًا حادًا عقب موافقة الاتحاد الإسباني لكرة القدم على إقامة مباراة بين برشلونة وفياريال في مدينة ميامي الأمريكية خلال ديسمبر المقبل، لتتضافر المعارضة بعدها مع إعلان رابطة الدوري الإيطالي عن نيتها إقامة مواجهة ميلان وكومو في أستراليا في فبراير 2026، في محاولة واضحة لتوسيع نطاق الجماهير وجذب المزيد من العوائد التجارية. هذه الخطوات أثارت تساؤلات حول مصلحة الأندية بين المنفعة المادية والارتباط بجماهيرها المحلية.

موقف روابط جماهير كرة القدم الأوروبية من إقامة المباريات خارج الأسواق المحلية

أصدرت رابطة جماهير كرة القدم في أوروبا، المدعومة من 25 رابطة وطنية، بيانًا حازمًا أكدت فيه أن الأندية ليست مجرد شركات ترفيه متنقلة، بل هي مؤسسات مجتمعية تحافظ على ارتباطها الوثيق مع جماهيرها الأصلية. وذكرت الرابطة رفضها القاطع لاستغلال المباريات لأهداف تجارية على حساب حقوق المشجعين المحليين في الحضور بالمدرجات، داعية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات الوطنية لمواجهة هذه المشاريع والحفاظ على جذور اللعبة في مجتمعاتها المحلية.

النقاش بين التوسع الاقتصادي والحفاظ على هوية كرة القدم الأوروبية

يرى المدافعون عن إقامة المباريات في الخارج أن هذه الخطوة تقدم فرصة ذهبية لتوسيع قاعدة الجماهير وزيادة العوائد المالية للأندية الأوروبية، خاصة مع ارتفاع الطلب على كرة القدم في أسواق جديدة مثل الولايات المتحدة وأستراليا، الأمر الذي قد يعزز استدامة الأندية اقتصاديًا. في المقابل، يعتبر المعارضون أن نقل المباريات خارج الحدود المحلية يُهدد بصميم العلاقة بين الأندية وجماهيرها، ويفقد المباريات المحلية هويتها التقليدية التي تربط المجتمع بالنادي.

من المنتظر أن يعقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم برئاسة ألكسندر سيفرين اجتماعًا في العاصمة الألبانية تيرانا لمناقشة هذه القضية المرتبطة بمستقبل كرة القدم المحلية والقارية، حيث أشار رئيس اليويفا سابقًا إلى أهمية التفاوض مع الفيفا لإيقاف تلك الإجراءات التي قد تضر بجوهر اللعبة، مؤكدًا أن المباريات المحلية ينبغي أن تُقام في إطار حدودها التقليدية للحفاظ على قيم اللعبة وروح المنافسة المتجذرة.

تُظهر هذه الأزمة تبايناً عميقاً بين الرغبة في الاستفادة الاقتصادية من كرة القدم الأوروبية الطاغية عالميًا، وبين الحاجة الملحة للحفاظ على ترابط الأندية مع مجتمعاتها الأصلية، مما يجعل هذا الملف من أبرز تحديات الرياضة القارية في السنوات القادمة.