اليوم الوطني السعودي الـ 95.. أعمال فنية مبدعة تسرد تاريخ وتراث المملكة بطريقة فريدة

تتميز الأعمال الفنية السعودية الوطنية بتنوعها الكبير، إذ توثق وترصد تاريخ وتراث المملكة بطرق متعددة، من خلال قصص تسلط الضوء على التضحيات التي قُدمت للحفاظ على أمن الوطن، وهذا يتجلى بوضوح في الاحتفالات باليوم الوطني السعودي الـ 95، الذي يصادف 23 سبتمبر، حيث تشكل هذه الأعمال نافذة للاحتفاء بالعراقة والبطولة.

مسرحية معلقاتنا امتداد أمجاد.. سرد تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية

تعتبر مسرحية “معلقاتنا امتداد أمجاد” واحدة من أبرز الأعمال الفنية التي تعرض قصة تأسيس المملكة العربية السعودية بأسلوب فني مستلهم من التراث العربي، حيث تعتمد على قصائد المعلقات العشر الشهيرة لتعكس حياة وثقافة الجزيرة العربية التي انطلقت منها الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون. تقدم المسرحية رواية توحد البلاد وتبرز الامتداد الحضاري للدولة من بداياتها وحتى انطلاق المملكة الحديثة.

شارك في هذا العمل المسرحي نخبة من نجوم الغناء والفن على مستوى المملكة، مثل أميمة طالب، فؤاد عبدالواحد، سهى المصري، ناصر نايف، فهد العمري، إيمان الشميطي وزينة عماد، كما ظهر فيه فنانون مشهورون كراشد الشمراني، أسيل عمران، إلهام علي، وأخرون، مما أضفى على المسرحية بُعداً فنيًا مميزًا؛ حيث اجتمعت الأصوات والمواهب لتبث روح الوطنية والفخر في أجواء احتفالية متكاملة.

الأعمال السينمائية التي تبرز التراث والثقافة السعودية بجوانب مختلفة

ساهم فيلم “هجان” في كشف جانب مهم من التراث السعودي، يتمثل في سباقات الجمال التي تشكل جزءًا أصيلاً من ثقافة المملكة، وقد نشأ هذا المشروع السينمائي بدعم رئيس مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، ماجد الزيد السمان، بينما كتب السيناريو كل من عمر شامة، أبو بكر شوقي، ومفرج المجفل. تدور قصة الفيلم حول مطر وأخيه غانم، حيث يختبران تحديات كثيرة في الصحراء وينخرط مطر في سباقات الهجن للحفاظ على ناقته بشكل خاص.

ضم العمل طاقمًا تمثيليًا متميزًا، من بينهم عبدالمحسن النمر، عمر العطاوي، الشيماء طيب، عزام النمر، تولين بربود، وإبراهيم الحساوي، وقد استغلت عملية الإنتاج فترة زمنية طويلة بدأت بالتحضير وكتابة السيناريو لمدة سنة ونصف، ثم التنفيذ الذي استمر أكثر من ثمانية أشهر، مع تركيز خاص على اختيار الممثلين بما يعزز الجوانب الثقافية والدرامية للفيلم.

من ناحية أخرى، يجسد فيلم “عشرة واحد” قصص بطولية تروي تألق أبطال الحرس الوطني في الحد الجنوبي، الذين قدموا تضحيات عظيمة للحفاظ على أمن المملكة. تم تصوير الفيلم بمشاركة فنانين بارزين مثل فيصل الدوخي وخالد صقر، الذين عبروا عن فخرهم بالدور الوطني الذي أداه العمل، مؤكدين على أهمية تذكر أصالة البطولة والتضحية في الذاكرة الجمعية.

دراما سعودية تاريخية تدمج الثقافة وتستلهم الماضي العريق

يبرز مسلسل “شارع الأعشى” كعمل درامي سعودي حقق صدى واسعاً داخل وخارج المملكة، إذ لم يتوقف على كونه عرضاً تلفزيونياً بل تحول إلى مشروع ثقافي وسياحي، يستعيد واقع الأحياء الشعبية والبيوت التقليدية التي تميزت بها الحارات القديمة، حيث جسد التفاصيل الحياتية والاجتماعية في وسط السبعينيات، خاصة من خلال حياة ثلاث فتيات تبحثن عن الحرية في مجتمع محافظ، بصوت مخرج أحمد كاتيكسيز لتأليف بدرية البشر، وبطولة تركي اليوسف وإلهام علي وغيرهم.

كما يقدم مسلسل “الزافر” نموذجًا فنيًا بارزاً في تناول العادات والتقاليد الأسرية الواقعة في جنوب المملكة خلال فترة قديمة، بتركيز درامي على حياة “يحيى” المزارع البسيط، والصراعات التي يمر بها وسط قرية جبلية، مع اعتماد قوي على الديكورات والأزياء التقليدية التي تعكس أصالة تراث جنوب السعودية، وهو من إخراج سيف الشيخ نجيب وبطولة راشد الشمراني ومريم الغامدي.

أما مسلسل “خيوط المعازيب” فيأخذنا إلى الأحساء في الستينيات، حيث يصور حياة الناس وصناعة البشوت الحساوية، ويروي قصة الصبي “فرحان” الذي يناضل ضد الظلم في حياة قاسية، وقد لاقى المسلسل انتشاراً واسعاً بفضل تمثيل عبد المحسن النمر وإبراهيم الحساوي وإخراج عبد العزيز الشلاحي ومناف عبدال، ليعكس تلك الحقبة الاجتماعية بتفاصيلها الدقيقة.

العمل الفني نوع العمل الفترة الزمنية الموضوع الرئيسي
معلقاتنا امتداد أمجاد مسرحية 1500-1800 م (الدولة السعودية الأولى) تراث وتاريخ تأسيس المملكة
هجان فيلم سينمائي الحاضر والمعاصر سباقات الهجن والتراث البدوي
عشرة واحد فيلم سينمائي الحاضر قصص أبطال الحرس الوطني
شارع الأعشى مسلسل درامي السبعينيات الحياة الاجتماعية في الحارات الشعبية
الزافر مسلسل تاريخي فترة قديمة جنوب المملكة عادات وتقاليد الأسر السعودية
خيوط المعازيب مسلسل درامي الستينيات في الأحساء الحياة الاجتماعية وصناعة البشوت

تجديد الحكايات الوطنية مع تاريخ اليوم الوطني السعودي

يعود تاريخ توحيد المملكة العربية السعودية إلى 23 سبتمبر 1932؛ حيث أعلن الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود توحيد مختلف المناطق بعد رحلة طويلة بدأت باسترداد الرياض عام 1902، وتضمنت ضم الحجاز في 1924 وعسير في 1930، لتحقق المملكة وحدة شاملة تؤسس لعهد جديد من التطور والتقدم. هذا التاريخ يمثل محورًا إلهاميًا لأعمال فنية متنوعة تجسد تلك اللحظة الفارقة بروح وطنية فريدة، محافظة على إرث الأجداد ومظهرة الإنجازات المستقبلية.

كاتب وصحفي يهتم بالشأن الاقتصادي والملفات الخدمية، يسعى لتبسيط المعلومات المعقدة للقارئ من خلال تقارير واضحة وأسلوب مباشر يركز على أبرز ما يهم المواطن.