سيتى سكيب .. تراجع أعداد الزائرين وانسحاب الكبار يثير أزمة مستقبل الحدث في السوق العقارية

سيتى سكيب مصر 2025 عكس واقعًا متباطئًا للسوق العقارية، إذ شهد المعرض أضعف حضور جماهيري وإقبال شرائي مقارنة بالسنوات الماضية، رغم الحملات الترويجية المكثفة والعروض الحصرية من شركات التطوير التي ضمت إلغاء المقدمات وخطط سداد تمتد حتى 13 عامًا، غير أن النتائج ظلت متواضعة ولم تحقق أهداف التسويق المنشودة، مما أثار تساؤلات حول تأثير التباطؤ في السوق على أداء هذا الحدث العقاري البارز.

تراجع الحضور والإقبال في معرض سيتى سكيب مصر 2025 وتأثيره على مبيعات العقارات

أكدت العديد من شركات التطوير العقاري المشاركة أن الإقبال كان أقل من المتوقع، حيث لم تتجاوز الحجوزات 50 إلى 60% من الأهداف المرجوة، وهو مؤشر يعكس حالة التباطؤ التي يعانيها السوق الحالي، خصوصًا بعد الزيادات السعرية الكبيرة التي أفقدت العديد من العملاء القدرة الشرائية؛ ما ساهم في انخفاض الطلب على المعروض العقاري. ورغم أن المعرض يعتبر منصة تسويقية أكثر منها بيعية، فإن العديد من الشركات شعرت بخيبة الأمل نتيجة عدم تحقيق المستهدفات، رغم الجهود التسويقية الكبيرة التي بُذلت قبل انطلاق فعاليته.

تحليل وضع السوق العقارية وتأثير الاستقرار النقدي على معرض سيتى سكيب 2025

وصف محمد البستاني، رئيس جمعية المطورين العقاريين، أزمة المعرض بأنها انعكاس للوضع التشبعي الراهن في السوق بعد سنوات من البيع المكثف، موضحًا أن الاستقرار الحالي في سعر صرف العملة الأجنبية مقابل الجنيه، على الرغم من كونه إيجابيًا للاقتصاد الكلي، قد أضعف حافز الطلب على العقار. وأضاف أن الفترة الماضية شهدت طلبًا مرتفعًا استنادًا إلى المخاوف من ارتفاع أسعار العملة، بينما في الوقت الحالي تعرض السوق حالة من التباطؤ، مع توقعاته بعودة نشاط أقوى خلال الربع الأول من 2026. وطالب البستاني الشركة المنظمة بإعادة النظر في تكلفة المشاركة والخدمات لضمان فعالية المعرض في المستقبل.

النجاحات المحدودة والتحديات التنظيمية في معرض سيتى سكيب: تقييم تجارب الشركات الكبرى

رغم التراجع الملحوظ في عدد الزوار والحضور، استطاعت بعض الشركات الكبرى تحقيق نتائج إيجابية خلال المعرض، مثل شركة الأهلي صبور التي أعلنت مبيعات تجاوزت 400 مليون جنيه، فيما حقق مشروع ten islands نسبة مبيعات تجاوزت 150% من الهدف المقرر، مما رفع إجمالي مبيعات الشركة لعام 2025 إلى نحو 27 مليار جنيه. من جهة أخرى، أشارت راندا منير، رئيس قطاع التسويق بشركة ليفينج يارد، إلى وجود مشاكل تنظيمية خاصة بإجراءات الدخول والخروج، معتبرة أن هذه العوامل مجتمعة مع وضع السوق أسهمت في تراجع معدلات الزيارة، لكنها أضافت أن استعدادات الشركة وحملاتها الترويجية المكثفة أسهمت في تعزيز أدائها داخل المعرض. وأكد معتز شلبي، الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري بشركة سلام العقارية، على أهمية المعرض كأداة تسويقية حيوية للعلامات التجارية رغم انخفاض أسعار المشاركة، مشيرًا إلى تحسن التنظيم وتقليل المضايقات من شركات التسويق الخارجية التي كانت تؤثر سلبًا على تجربة الزوار في الدورات السابقة، حيث أصبحت أكثر من نصف المبيعات تتحقق مباشرة عن طريق المطورين، في خطوة تقلل الاعتماد على الوسطاء وتخفض التكاليف.