تحذير عاجل.. وزارة الري توجه نداء مهم لسكان نهر النيل لاتخاذ إجراءات فورية لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم

ارتفعت منسوب المياه على ضفاف نهر النيل بشكل ملحوظ هذا الأسبوع، مما دفع وزارة الري والموارد المائية السودانية إلى توجيه نداء عاجل لسكان نهر النيل لاتخاذ إجراءات فورية لحماية ممتلكاتهم وأرواحهم من مخاطر الفيضانات المتصاعدة.

تصاعد منسوب المياه على ضفاف نهر النيل وتأثيراته المستمرة

أوضحت وزارة الري والموارد المائية السودانية عبر منشور رسمي أن منسوب المياه على كافة ضفاف نهر النيل يشهد ارتفاعًا مستمرًا خلال الأيام الأخيرة، مع تسجيل تغييرات في تدفق الأنهار الرئيسية؛ فقد انخفض التدفق اليومي للنيل الأزرق إلى 699 مليون متر مكعب، وسجل سد الروصيرص تدفقًا قدره 613 مليون متر مكعب، في حين بلغ تدفق سد سنار 688 مليون متر مكعب، وتجاوز تدفق سد جبل أولياء 130 مليون متر مكعب، وسد خشم القربة 120 مليون متر مكعب، بينما ارتفع تدفق سد مروي إلى 730 مليون متر مكعب.

وأشارت الوزارة إلى وصول مياه الفيضانات إلى عدة محطات رئيسية تشمل ود العيس (سنجة)، والخرطوم، ومدني، وشندي، وعطبرة، وبربر، وجبل أولياء، بالإضافة إلى بعض الولايات مثل النيل الأزرق، وسنار، والجزيرة، والخرطوم، والنيل، والنيل الأبيض، فضلاً عن أجزاء من أنهار النيل الأزرق (من الديم حتى الخرطوم)، والنيل الأبيض (من الجبلين حتى الخرطوم)، والنيل (من الخرطوم حتى دنقلا)، وهو ما يزيد من القلق بشأن سلامة السكان الممتدة على طول نهر النيل.

تأثير فيضانات نهر النيل على الأحياء الطرفية وحالة الطوارئ الصحية في السودان

بحسب تقارير صادرة عن وسائل إعلام سودانية، وصلت مياه فيضانات نهر النيل إلى العديد من الأحياء الطرفية الواقعة على ضفاف النهر داخل ولايتي النيل الأبيض والخرطوم، مما شكل تهديدًا مباشرًا لسكان هذه المناطق وأملاكهم.

في الوقت نفسه، يعاني السودان من تفاقم حاد في الوضع الصحي، مع انتشار سريع للأمراض والحميات الوبائية في مختلف المناطق، وخصوصًا في العاصمة الخرطوم التي وصفتها لجنة نقابة الأطباء السودانيين بأنها تواجه وباءً متصاعدًا. وذكرت النقابة في بيان رسمي أن عدم الإعلان عن هذا الوباء يضاعف من المخاطر، وسط ارتفاع الوفيات بين السكان الذين يعانون من آثار الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.

اتهمت النقابة وزارة الصحة بالتقصير في أداء مهامها، مشيرة إلى أن الأوبئة، بما في ذلك وباء الكوليرا، مستمرة في الانتشار بخطورة داخل ولايات الخرطوم، الجزيرة، دارفور، وكسلا، مع غياب نظام موحد وفعال للرصد الوبائي، إضافة إلى انهيار النظام الصحي العام، الأمر الذي حال دون توفير بيانات دقيقة تعكس حجم الكارثة واستجابة الوزارة لها.

دعوات عاجلة لإعلان الوباء وتفعيل آليات الطوارئ لمواجهة فيضانات نهر النيل

طالبت نقابة أطباء السودان وزارة الصحة بأن تعلن رسميًا حالة الوباء الحالية وتبلغ منظمة الصحة العالمية بالوضع، وكذلك تفعيل آليات التعاون الإقليمي والدولي التي تساهم في مكافحة الأزمة المتفاقمة بسبب فيضانات نهر النيل وانتشار الأوبئة. وشددت النقابة على أهمية إطلاق حملات طوارئ صحية عاجلة لاحتواء تفاقم الأمراض المنتشرة وسط السكان المتضررين.

تكشف التطورات المتسارعة حول فيضانات نهر النيل والارتفاع المستمر لمنسوب المياه عن حاجة ماسة لردّ فعل فوري من جميع الأطراف، خاصة مع تزايد مصاعب السكان الصحية وأثرها على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في السودان.