غياب التألق .. أسباب غياب ظاهرة تألق الناشئين في قمة الأهلي والزمالك وتأثيرها على الأداء الجماعي

شهدت مباريات القمة بين الأهلي والزمالك في السنوات الأخيرة غياب ظاهرة تألق الناشئين، رغم أنها كانت دائماً مناسبة لبروز نجوم جدد من قطاع الناشئين، ويعود ذلك إلى تغلب روح المنافسة القوية بين الفريقين على الألقاب، ما جعل المدربين يفضلون الاعتماد على العناصر الأساسية دون المجازفة بمنح الفرص للمترددين أو الجدد.

تراجع ظهور نجوم ناشئي الأهلي والزمالك في مباريات القمة الكبرى

اتجهت أنظار الجماهير مساء اليوم الاثنين نحو استاد القاهرة الدولي لمتابعة قمة الأهلي والزمالك في الجولة التاسعة من الدوري المصري، وهي مواجهة تقليدية تشهد دائماً إثارة وتنافساً كبيرين؛ لكن غاب عن المواجهات الأخيرة تألق نجوم من ناشئي الفريقين، وهو ما يعود لتفضيل الأجهزة الفنية الإبقاء على التشكيل الأساسي الذي أثبت جدارته في المنافسات، دون المخاطرة بإشراك وجوه جديدة قد تؤثر على استقرار الأداء.

ذكرى فوز فريق ناشئي الأهلي على الزمالك في كأس مصر 1985 وتأثيرها على ظاهرة تألق الناشئين

لا يمكن لجماهير الكرة المصرية نسيان ما حدث في قمة 4 أغسطس 1985، حينما صنع ناشئو الأهلي واحدة من أكبر المفاجآت في بطولة كأس مصر بعد أن هزموا الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الوقت الإضافي بدور ربع النهائي. جاء هذا الفوز الاستثنائي بعدما قرر الأهلي خوض المباراة بفريق ناشئين كامل إثر إيقاف 16 لاعباً من الفريق الأساسي على خلفية تمردهم ضد الجهاز الفني. جرت المباراة على استاد القاهرة، وكان حكمها الإيطالي كارلو لونجي، الذي طرد لاعب الزمالك أيمن يونس خلال اللقاء. فوز ناشئي الأهلي لم يكن صدفة، حيث قطع الفريق طريقه إلى النهائي بالفوز على الترسانة ثم على الإسماعيلي ليحرز الكأس.

خلفيات تمرد لاعبي الأهلي ودور الناشئين في انتصارات القمة التاريخية

قبل انطلاق مباراة كأس مصر ضد الزمالك، قدم محمود الجوهرى استقالته من تدريب الأهلي عبر وسائل الإعلام، وقد تلاه تمرد لاعبين بارزين مثل مختار مختار وماهر همام ومحمد عامر وحسام البدرى الذين أعلنوا تضامنهم معه، فاستبعد رئيس النادي آنذاك صالح سليم الفريق بأكمله وأوقف اللاعبين لمدة شهر. نتيجة لذلك، ضُغر دور ناشئي الأهلي الذين شاركوا في مباراة القمة، وتمكنوا من الإطاحة بالزمالك بطريقة تاريخية. بطل تلك الحقبة كان فريقاً يضم لاعبين مثل أحمد شوبير وعلاء عبد الصادق وحسام حسن وشمس حامد، الذين أثبتوا أن الشباب قادرون على تحدي الصعاب وتحقيق الانتصار ضد كبار المنافسين.

فريق ناشئي الأهلي في كأس مصر 1985 فريق الزمالك في نفس المباراة
أحمد شوبير ناصر عبد اللطيف
علاء عبد الصادق محمد صلاح
أحمد جمال هشام يكن
ضياء عبد الصمد سعيد الجدي
محمد سعد بدر حامد
بدر رجب فاروق جعفر
حمادة مرزوق “طارق خليل” أحمد عبد الحليم “محمد حلمي”
محمد السيد أشرف قاسم
محمد عبد العزيز “عاطف القباني” أيمن يونس
حسام حسن طارق يحيى “مجدى شلبي”
شمس حامد إيمانويل كوارشي

في ظل المنافسات الشرسة والتحديات المتزايدة على المستوى المحلي، لا تظهر ظاهرة تألق الناشئين بالقمة بين الأهلي والزمالك كما في السابق؛ إذ يفضل المدربون الحفاظ على الاستقرار للفوز بالألقاب دون مخاطرة بإشراك لاعبين جدد، مما قلل من الفرصة لبروز المواهب الشابة في ظل ضغط اللحظة وأهمية المواجهة.

صحفي يغطي مجالات الرياضة والثقافة، معروف بمتابعته الدقيقة للأحداث الرياضية وتحليلاته المتعمقة، بالإضافة إلى اهتمامه بالجانب الإنساني في القصص الثقافية والفنية.